المقالات

تحدِّيات أمام جيل التقنية

في ظلِّ التغيّرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية التي يواجهها جيل تزامنت حياته مع الانفتاح الحضاري والثقافي على الأمم، ساهمت التقنية وأدواتها في جملة من التغيّرات التي قد تؤثِّر في الأفراد، وذلك من خلال بناء برامج تسهم في الاستفادة مِن هذه التقنية، وتوظيفها في حياتهم المرتكِزة على القيم الأصيلة والمبادئ الإسلامية القويمة، التي توجههم نحو تحقيق العبودية لله في هذا الكون.
كم مِن شابٍّ وشابّة قرنوا حياتهم بهذه التقنية في قنوات التواصل الاجتماعي! حيث لا يستطيع البعض الانفكاك منها، والاستفادة من خدماتها في تطوير أنفسهم وتأهيلها بالعلم الذي يُساهم في بناء مجتمعاتهم وتحقيق المصالح العُليا، فالوقت أثمن ما يملكه الإنسان، حيث يستثمره فيما يعود على نفسه ودينه ومجتمعه بالفوائد الذي وجّهنا ديننا الحنيف نحوها، وإلا ستكون خسارة عظيمة لا تضاهيها أيّ خسارة.
إنّ أبرز التحدّيات التي تواجه جيل اليوم هي معرفة الإنسان ماذا يريد؟ لماذا يريد؟ كيف يتحقّق ذلك؟ فهنا يرسم الإنسان له أهدافًا يسعى لتحقيقها ويوجّه قدراته وإمكاناته نحوها، وبالتالي لديه وسائل جمّة في التواصل الاجتماعي من خلال أدواتها، لتحقيق التعلم واكتساب المهارات والولوج للمواقع التي تخدمه، والاستماع للعلماء والمفكّرين الذين يخدمونه في تخصّصه وأهدافه، فالإنسان هو من يمسك زمام المبادرة في التعلّم وتحقيق التعلم الذاتي والاستفادة من مصادر التعلم من خلال هذه القنوات.
إنّ اكتساب مهارة التعلم الذاتي تُساعد الإنسان في اكتشاف المعرفة وتوظيفها في حياته، بحيث تكون لديه معايير يطبّقها في مدى الاستفادة من هذه المعلومات والمعارف التي بين يديه، فمن خلاله يستطيع المتعلّم اكتساب مهارات ذات أهمية في حياته، ويستطيع إدارة التعلم لديه، وكذلك البحث عن المصادر والمنصّات ذات الارتباط بتخصصه وتدوينها ومراجعتها من أجل استخلاص المعرفة وفهمها وتطبيقها.
وتعدّ مهارة إدارة الوقت من الأولويات التي يجب على الشاب والشابة اكتسابها واستثمارها في عالم يموج بفضاء مفتوح، قد تستهلك الوقت فيما لا يعود على النفس والدين والوطن بفائدة، بل إنّ استثمار ذلك وتوظيفه مهم وعامل حاسم في الاستفادة من التقنية وتوظيفها فيما يحقّق أهدافه وأولوياته، التي حدّدها مسبقًا، وتوجهه نحو تلك الأهداف التي ينبغي عليه أن يحققها.
إنّ إدارة الوقت واستثماره تتجلّى في استشعار الإنسان أهميته وأثره في حياته، فيبادر بالمحافظة عليه ولا يهدره فيما لا يعود عليه بالفائدة، بل إنه يخطّط ليومه من ناحية المهام والأولويات التي يرى ضرورة تنفيذها خلال يومه؛ لأنها تشكّل لديه قيمًا يسعى لتحقيقها.
هذه بعض التحديات التي تواجه جيل اليوم، ويمكن إجمالها في القدرة على توظيف التقنية والاستفادة منها في تطوير ذاته وتحسين جودة الحياة، ويمكن إجمالها في أهم عاملين؛ هما: إدارة الوقت وحسن توظيفه فيما يخدم الإنسان ويحقق أهدافه، وكذلك إتقان مهارة التعلم الذاتي وفنونه، بالإضافة لتحقيق متطلبات القراءة الناقدة وتحليلها والقراءة الإبداعية وبنائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى