حين التأويل والتفسير من فكر يخرج عن الطبيعة الإنسانية نجد أن حرية التعبير أصبحت في بعض من الدول بمفاهيم شاذة تنتهك حقوق الآخرين، وتستهدف إيذاء المشاعر واضطهاد الإنسان في كرامته ومعتقده؛ مما يُساهم وبشكل كبير في فتح الأبواب على مصراعيها للمتطرفين من جميع المعتقدات للاستفزاز بدلًا من التعايش السلمي الذي هو الهدف السامي المبني على حرية التعبير التي لا تستهدف اضطهاد الآخر بل التعبير عن ما يمسه من اضطهاد بينما نجد في كثير من دول الغرب مخالفة حتى دستورها في تفسيرات تدعو للتطرف بكل أشكاله وأنواعه، وتشجع المتطرفين على القيام بأفعال وأقوال تخالف حقوق الإنسان وتستهدف اضطهاد الأقليات المستضعفة في تلك الدول التي تُحارب حقوق الآخرين في معتقداتهم وتنتهك كرامة الإنسان في أعظم ما لديه من كرامة؛ فلقد ارتكبت السويد جريمة أخلاقية كبرى حين السماح للمتطرفين بالقيام بأفعال مشينة جدًا في أعياد المسلمين مخالفة للأعراف الإنسانية، وإلى مفهوم حرية التعبير التي تستمد من إنقاذ إنسان، وليس تدميره وإيذاء مشاعر الآخرين والتطاول على حقوقهم والتمادي على كرامتهم؛ فليس هذا فعل إنسان يريد حريته بل هذا فعل لا يمس للإنسانية بأي صلة بل هو جهل يخالف القيم والمبادئ فليس هناك تشابه بين حرية شيطان وحرية إنسان؛ فإن الإنسان حريته مبنية على نتائج تحقق له الخير، وحرية الشيطان عكس ذلك فما تفعلونه يعد خروجًا عن الإنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ.
خلاصة القول: حرية التعبير تستهدف إنقاذ إنسان وليس تدميره وإيذاءه، وزرع التطرف وانتهاك حقوقه واضطهاده، والتمادي على إهانة كرامته.