هيا كدا
من سنين خلت قدمت وأخي طلال باغر أغنية خطوة عزيزة لفنان العقود طلال مداح-رحمهما الله-. ومطلعها: خطوة عزيزة-في قلبي لها معنى. أكبرتها منك – حبيت تجمعنا. راعيت لي قدري-وكبرت في نظري. دي جيتك ع الراس-تكرم يا أغلى الناس. لو جيت في عمري.
نعم لكل خطوة عزيزة تثري الساحة الفنية، وكل خطوة تفتح آفاقًا رائدة وجميلة ونعم لكل خطوة تفتح أبوابًا للخير، كانت مغلقة تؤسس لأنظمة أو تعليمات أو حتى أعرافًا تهدي إلى الخُلق الحسن وإلى التوافق المجتمعي، ومنه بلا أدني شك المجتمع الرياضي. نحن الآن في بدايات الموسم الرياضي وأمام منافسات عدة؛ إضافة إلى الفعاليات الرياضية العالمية والإقليمية والعربية التي تحتضنها المملكة أو تؤسس لها أو تدعمها. كل هذه المنظومات أعمال رائعة ورائدة ومعها وقبلها وبعدها ألا نحتاج بالإضافة إلى قوانين كرة القدم وبرامجها إلى خطوة في اتجاه تنقية أجواء المجتمع الرياضي مما شابه من تنافر بين الأندية مما انعكس علي جماهيرها، وبنظرة إلى وسائل الميديا سنرى ذلك الشحن الرهيب الذي يغذيه متعصبون إعلاميون وإنعكاسه على مداخلات الجماهير. زد على ذلك تصعيد التصريحات بشأن القضايا التي أصبحت تلقي بظلالها على علاقات الأندية. فمن حق أي نادٍ أن يتمسك باللوائح والأنظمة لضمان حقوقه ولكن بدون توترات أو تصريحات مستفزة ولو حتى كانت مسربة، وأقترح على سمو وزير الرياضة إذا استحسن الدعوة لاجتماع لسموه مع رؤساء الأندية، ومن يرى إضافة لهم ويُحَضّر له جيدًا، والهدف أن يؤسس لميثاق شرف بالحفاظ على الروابط الحسنة التي من المفترض أن تسود العلاقات بينها، وهذا لا أعتقد يخل بالتنافس الشريف، ولا بالحقوق إن وجدت لأي نادٍ أو احتجاج أو قضية مثارة أن تأخذ طريقها إلى الجهة المختصة دون تصعيد وتصريحات لا فائدة منها، ولا تسبب إلا توترات بين الجماهير لا تعبر عن تقاليدنا الأصيلة، ويؤصل في الاجتماع لأجندة تعاون بين الأندية؛ وخاصة في اللقاءات والأحداث الهامة وأيضًا عند تمثيل أي نادٍ للوطن. في هذه الأجواء التنافسية غير المسبوقة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير المبدع محمد بن سلمان تستحق هذه المسابقات أن نعمل على الارتقاء بعناصر نجاحها المختلفة حتى يكتمل الحلم الرياضي الرائع الذي جعله ولي العهد حقيقةً نعايشها ونتمتع بها.
وخطوة عزيزة.. التي تعبر عنها جولات الفنان محمد عبده في مدن المملكة المختلفة؛ فهذه الفعاليات الفنية ألقت بعناصر جمالها في المزاج الفني العام بعد أن كاد يشيخ من سيطرة غناء (مشي حالك). والألحان التي لا تتغير أكثرها من مقام واحد أو اثنين على الأكثر، وتسيدت هذه الفورة الساحة الغنائية حتى إننا والفن الأصيل كدنا أن لا نتلاقي. لكن جولات الفنان محمد عبده أعادت بوصلة الاستماع للفن الأصيل والانجذاب للطرب، وأن الأذن تعشق فعلًا كل جميل، ولا تمل من المغني الذي على أصوله. وأبانت أن مقولة الشباب لا يستمع بالغناء الطربي غير صحيحة، وأن الشباب وضعوا أمام مائدة لا تسمن من الجوع، ولكن كانت شبه إجبار للتماهي مع موجة الغناء التي فرضها عدم قدرة منافسي المغني على الإبداع وعلى أداء الطرب ولكن مجرد أداء بمساعدة الأجهزة التقنية التي باتت تعدل من الهنات وتصنع في بعض الأحيان من الفسيخ شربات، والدليل على أن الشباب لديهم المزاج الفني العالي والراقي والتذوق للطرب، وأنه ليس الدهن في العتاقي فقط ما شهدته حفلات محمد عبده من حضور في أبها كانت الصالة تتسع لخمسة آلاف من الحضور، كان أكثرهم إن لم يمكن جميعهم من الشباب، وهكذا الفن الجميل والطرب على أصوله يفرض نفسه ولا عزاء لمقولة السوق عاوز كدا..
وخطوة عزيزة. ما قامت له الدول الإسلامية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بالتنديد بحرق المصحف الشريف في السويد. تلك الخطوة حركت الماء الراكد في تعامل الفاعلين في السويد مع الحدث ومن ضمن ذلك ما صرح به وزير العدل السويدي جونار سترومر، بأن الحكومة تدرس تجريم إحراق المصحف أو الكتب المقدسة الأخرى، على خلفية ما ألحقته وقائع إحراق المصحف في الآونة الأخيرة من ضرر بأمن السويد، وأوضح “سترومر”، أن الحكومة تحلل الموقف وتدرس إذا ما كان القانون بحاجة إلى تغيير.
قد لا تكون كثيرة ولكنها مُلهمة تلك الخطوات العزيزة التي تأتي بين الحين والآخر في أجواء عالمية لا تشغلها إلا الحروب والمطامع والصراعات. كنت أتمنى أن أختم هذا المقال ونحن نستمتع جميعًا بخطوات الجنوب الطربية جميلة الإيقاع والكلمة؛ وخاصة وأن جنوب المملكة يزخر بالتنوع الثري في هذا المجال، ولكن عز ذلك على القلم؛ فهو لا يجيد ذلك الإيقاع المتقن الممتع.