المقالات

الأب الغني والأب الفقير!!

من أجمل الكتب التي قرأتُها كتاب الأب الغني والأب الفقير، الصادر في عام 2000 ميلادي لكاتبه الأمريكي من أصل ياباني روبرت كيوساكي المولود في جزيرة هاواي الأمريكية سنة 1947م.
ويعتبر الكتاب من أكثر كتب كيوساكي مبيعًا حسب نيويورك تايمز حيث بيع من الكتاب أكثر من 26 مليون نسخة! وتلقّى الكثير من ردود الأفعال الإيجابية.
بدأ كيوساكي حياتَهُ من الصّفر كموظف مبيعات صغير في شركة زيروكس المتخصصة في مجال إدارة المستندات غير أنه لم يكن سعيدًا بهذا العمل لظنه أن هذه الوظيفة ستأسره حتى آخر يوم في حياته. عمل بعدها مستثمرًا، وأسَّسَ أكثر من شركةٍ أفلست الواحدة تلو الأخرى حتى انتهى به الحال بلا بيت أو مأوى! وعوضًا عن الحزن والانغماس في كآبة الفشل، قرر أن يغير حياته تمامًا واتَّجَهَ لإلقاء المحاضرات والنَّدوات في مجال التنمية البشرية، ووظَّفَ خبرته السابقة في تعليم الناس طرق جمع المال واستثماره بالشكل الصحيح، عندها لمع نجمه إلى يومنا هذا، وتمكّن من تحقيق نجاحاتٍ كبرى من أهمّها تأسيس شركة تقنيات التدفق النقدي.
يسردُ الكتابُ كيفيةَ تشكُّلِ ذهنِ الابنِ ونموِّهِ، وأثرِ الأبِ فيه غنيًا كان أم فقيرًا، وقد انتهى إلى نتيجةٍ خلاصتها أنَّ الناس يشكلون حياتهم من خلال أفكارهم.
وبَيَّنَ الكاتبُ أهميةَ التعليم وأثرَهُ في حياة الفَردِ. فالفرد المتعلم -والكلام للكاتب- يُحافظ على ديمومة الثروة وتكامل التنمية وتطورها، بخلاف الفرد الجاهل فإنّه قد يضيع ما بين يديه من ثروةٍ. يقول روبرت كيوساكي في هذا الخصوص: “يساورني القلق بأن كثيرًا من الناس يركزون على المال وليس على التعليم كثروة حقيقية. فإذا كان الناس على استعداد ليصبحوا أكثر مرونة وانفتاحًا على التعليم فسوف يصبحون أغنى وأغنى مع الزمن، أما إذا كانوا يعتقدون أن المال فقط هو الذي سيحلُّ مشكلاتهم فأخشى أنهم سيجدون الطريق وعرًا للغاية”. اهـ
ومن العبارات الجميلة التي وردت في الكتاب على لسان المؤلف تشجيعًا لرواد الأعمال قوله: “إنَّ الذهب في كل مكان لكن الناس هم الذين لم يتدربوا على الحصول عليه”.
وفي تركيزه على التعليم كان دائمًا يذكر أن التعليم الجيد هو السبيل الوحيد لجلب الأموال وليس العكس. وأن الفرد بالجد والاجتهاد وعدم اليأس سيحقق النجاح لا محالة وأن الفشل ما هو إلا الخطوة الأولى للنَّجاحِ وما على الشخص إلا تحديد ماذا يريد بالضبط ثم يسعى بعد ذلك لنيله.
وطرح الكاتب في الختام سؤالًا ذا أهمية كبيرة جدًا: “هل تُعِدُّ المؤسسات التعليمية طلابها الإعدادِ الجيّد للخروجِ الى الحياة العامة والنجاح فيها؟ أو أن الشهادة والوظيفة المرموقة هي السبيل الوحيد ليكون الفرد ناجحًا ومؤثرًا في المجتمع”؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى