تظل الحرب ضد المخدرات الشغل الشاغل لدول العالم؛ فتعمل الأجهزة الأمنية المعنية وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة على تعقب مهربي ومروجي المخدرات في كل مكان على حدود الدولة وداخلها؛ لحماية أفراد المجتمع من الانحراف والانجراف في براثن آفة المخدرات. حيث تعد تجارة المخدرات من أسوأ وأخطر الجرائم البشرية فبطبيعة الحال يهدف تجار المخدرات خارجياً إلى التكسب غير المشروع من خلال الإنتاج والشحن والبيع باختراق المؤسسات الشرعية في الداخل عبر القوة والثروة، وفي اختراق الحدود والتواصل مع المروجين؛ للوصول إلى الفئات المستهدفة وخاصة فئة الشباب للأسف عبر الاستفادة من تجنيد المروجين والتعامل القذر معهم. وأضرار المخدرات عديدة وهي لا تخفى عن الأذهان ومنها وعلى سبيل المثال: الاضطرابات النفسية (الاكتئاب_ القلق_ الهلع _ضعف التركيز_الهلوسة)، زيادة السلوكيات الإجرامية، ارتفاع معدلات الانتحار والقتل، انتشار الأمراض المعدية، وغيرها من الأضرار السيئة.
وهنا ولله الحمد في المملكة العربية السعودية وبفضل الله تعالى ثم بفضل دعم القيادة الرشيدة -وفقها الله_ لم ولن تتوقف جهود وزارة الداخلية عبر جنودها البواسل كافة وفي كل مكان من الضرب بيد من حديد وبلا هوادة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن الغالي والإضرار بشبابه على وجه الخصوص. ومؤخراً كانت ولازالت جهوداً كبيرة تبذل من قبل المديرية العامة لحرس الحدود، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات والجهات الأمنية ذات العلاقة في تعقب المجرمين من أصحاب المخدرات ومستخدميها والقبض عليهم من خلال المراقبة المستمرة. وفي الشأن نفسه تنير وزارة الداخلية العقول الإنسانية بأفكار لأعمال قيمة وبأساليب جذابة؛ تحذر فيها من الوقوع في المخدرات، والتوعية بأضرارها الاجتماعية، والصحية، والاقتصادية عبر معارضها الحالية والمقامة في مدينة أبها، ومدينة تبوك إضافة إلى التنويه بعقوبات مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود وكما تهدف إلى تعريف المواطنين والمقيمين والزائرين بجهود الوزارة في حملة “وطن بلا مخالف”.
إن من المأمول من كل مواطن ومقيم على ثرى هذا الوطن الغالي وفي ظل المجهودات الكبيرة المشاهدة لوزارة الداخلية وفي مختلف قطاعاتها الأمنية، وأيضاً في ظل حرصها الدائم على أن يعيش الجميع بسلام واطمئنان أن يساهما بقوة وبفعالية وفي حال توفر المعلومات الكافية في الإبلاغ وبلا أي تأخر أو تردد عن مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، وفي أي نشاطات أخرى غير قانونية وذات صلة بتهريب أو ترويج المخدرات. فبلا شك العابث بأمن الوطن ومقدراته ومكتسباته كائناً من كان يستحق العقوبة المقررة شرعاً من جراء فساده، وتصرفه الآثم في حق الوطن والمواطن على حد سواء. وهذا في الواقع يعود بالفائدة وبالمنفعة المرجوة على جميع أطياف المجتمع فالأمن مسؤولية مشتركة على الجميع. وبالطبع المواطن مع رجل الأمن جنباً إلى جنب وفي كل الأحوال. حفظ الله لنا هذا الوطن الغالي من كل سوء ومكروه وشر وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.