انطلقت رؤية الخير والبناء ٢٠٣٠ في عام ٢٠١٦م، تحمِل في معانيها ومضامينها خيرًا كثيرًا من التطوير والتحسين في جميع المجالات التي هدفت لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، يتعامل مع العصر ومتغيِّراته في سبيل تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع بجميع أطيافه وفي المجالات كافة، وبدعم ومتابعة وإشراف مباشر على تلك الرؤية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله-؛ لاستثمار مكامن القوّة ومصادرها في المملكة لتعزيز المكانة الدولية للمملكة في المحافل الدولية وملتقياتها.
هذه الرؤية انبثقت بمبادرة ومتابعة دقيقة في جميع برامجها ومبادراتها من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله-، الذي أحاط بجميع تفاصيلها وحقَّق متطلّباتها وأهدافها؛ لإيمانه بأنّها استشراف للمستقبل، ووضع المملكة بين مصاف العالم المتقدِّم.
فقد بدأت الرؤية بأهدافٍ تهتم بتطوير الأنظمة وإعادة هيكلة المصالح الحكومية، وخاصة فيما يتعلَّق بالأنظمة الحاكمة لكثير من معاملات المواطنين والمقيمين، وبيانها وتوضيحها والعمل على تمكينها في جميع مجالات المجتمع المختلفة، حتى أدرك الجميع أنّ هذا التغيير والتطوير هو أحد أهداف الرّؤية، كما أنَّ التعاون مع تلك البرامج لتحقيق أهدافها بات ضرورة لأنّه سيؤدي في النهاية لتحقيق الرفاه والعيش الكريم للمواطن والمقيم، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع كافة.
إنَّ الإنجازات والمكاسب الكبرى التي تحقَّقت في زمن قياسي لهِيَ مدعاةٌ للفخر والامتنان لله -عزّ وجلّ- ثم لمتابعة سموّ سيدي ولي العهد في رسم سياسات وأُطر الرؤية، وتحقيق جميع المتطلّبات والمبادرات التي رُسِمت لتحقيق تلك الأهداف في جميع القطاعات والمصالح الحكوميّة؛ حيث لمس المواطن والمقيم ذلك من خلال الخدمات التي تُقدَّم إليه، والحرص على رضاه وخدمته وفق معايير الجودة والتميّز المؤسسي.
إنَّ هذه النَّقلة النوعية في المجتمع تؤدي إلى تطوير نُظُمه وسياساته وإجراءات المصالح الحكومية والهيئات وخلق فرص للمواطنين، والمشاركة في خدمة الوطن من خلال إبداعاتهم بالمبادرات التي تُساهم في المشاركة في صنع القرار، والاستماع لصوته وتشجيعه، وتقديم المبادرات التي تجعل الحراك الإبداعي أساس الرؤية وبنائها، فها هم أبناء الوطن يقودون برامج الرؤية التي تشجِّع المبتكِرين والمبدعين لتقديم مبادراتهم التي تحقِّق تنمية قيم المشاركة والإبداع، ويخدمون وطنهم في المجالات كافة.
إنَّ المتتبِّع لإنجازات الرؤية والأهداف التي تحقَّقت والتطلّعات والنِّسب التي حققتها خلال السنوات الماضية التي لا تتجاوز خمس سنوات من عمر الرؤية والأهداف والمؤشرات التي ستتحقَّق خلال السنوات القادمة، سيشعر بعظيم الامتنان لله -عزّ وجلّ- ثم لخادم الحرمين الشريفين وسمو وليّ عهده الأمين على هذه الإنجازات، والتي كانت يومًا ما ضربًا من ضروب الخيال، أصبحت اليوم واقعًا ملموسًا نُشاهده ونلمسه من خلال تعاملاتنا في تحسين الخدمات وتطورها، فعلى سبيل المثال لا الحصر: انخفاض نسبة البطالة إلى ١١٪، وتوظيف العاطلين والعاطلات كهدف إستراتيجي حتى يصل للمعيار العالمي في نهاية ٢٠٣٠، وكذلك رفع نسبة تملّك المواطنين للمساكن حتى أصبحت 60٪، وهذا يمثِّل نجاحًا مميّزًا في وقت قياسي لتحسين الحياة وتحقيق الرفاه للمواطنين.
0