المقالات

لماذا محمد بن سلمان يشبهنا؟

سؤال مجرد

أثناء متابعتنا لتقرير متلفز عن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد،رئيس مجلس الوزراء، لجمهورية فرنسا بداية الشهر الجاري خلال ترأسه وفد المملكة المُشارك في قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد”، سألتني زوجتي: “كان الله في عونه، مع كل هذه المهام الجسام داخليًا وخارجيًا، هل يعيش حياة طبيعية مثلنا ويجد وقتًا لعائلته وأبنائه؟”.

عندها تذكرت واحدًا من أكثر الأحاديث إلهامًا لسمو ولي العهد، مع مجلة “ذا أتلانتيك” العام الماضي، ولم أتردد في الإجابة، وقلت لها: “نعم، يجد الوقت لهم ولكن بنسبه تتلاءم مع مهام سموه، هذا القائد عظيم وبارع في إدارة الوقت، ولديه قدرة خارقة على تحقيق التوازن في كل شيء، فهو رغم مهامه الجسام واهتمامه بكل التفاصيل السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية، ومتابعة كافة المشروعات التنموية الكبيرة التي حولت المملكة إلى ورشة عمل لا تهدأ على مدار الساعة، إلا أن لديه جانبًا إنسانيًا جميلًا، اتضح عندما تحدث به لمجلة ذا أتلانتيك، فإنه في تفاصيله الإنسانية يشبهنا جميعًا”.

لقد أكد سموه في اللقاء: “نحن جزء من الشعب، فعلى سبيل المثال، والدتي ليست من الأسرة المالكة، بل من أسرة قبلية، من قبيلة العجمان من قبائل يام، وعددهم ما يقارب من مليون نسمة في السعودية، وإذا نظرتم إلى الأسرة المالكة، ستجدون أننا نتزوج من عامة الناس، وأننا جزء منهم، نحن نعيش هنا وتربينا هنا، ونحن جزء من شبه الجزيرة العربية”، وهذا الأمر يستشعره ويعرفه عن الأسرة المالكة الكريمة كل من يعيش على هذه الأرض المباركة، كما أوضح سموه في اللقاء عن متابعته لوسائل التواصل الاجتماعي، أنه يتابعها في أيام عطلة نهاية الأسبوع، ولا يحاول التفاعل معها، وأنه يقضي 10 إلى 20 دقيقة على الأكثر لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم، وأنه يتصفحها جميعًا: تويتر، وإنستغرام، وغيرها، وقال: “أنا أقرأ أبل نيوز، وإنه أمرٌ رائع توفير كل هذه الصحف على تطبيق واحد، كما أقرأ بعض الصحف السعودية، والصحف العالمية، ومن ثم فلنقُل: إنني أقضي على الوسائل الاجتماعية قرابة 20 دقيقة، وقرابة نصف ساعة على وسائل إعلام أخرى، وعادة ما أقوم بذلك أثناء تناولي الفطور مع عائلتي، حيث التلفاز يعمل، والآيباد أيضًا، وكذلك أقوم بأمرين أو ثلاثة في الوقت نفسه مع العائلة كقراءة الأخبار أو المتابعة.”

كما قال سموه: “أحاول متابعة ما هو خارج عالمي أثناء متابعة الأفلام أو المسلسلات، فعلى سبيل المثال، مسلسل هاوس أوف كاردز لا يناسبني، حين يتابعه المرء، يجعله مثلما تعلمون، يفكّر بالعمل، ولذلك بالنسبة لشخص مثلي، يُعد مسلسل (فاونديشن) مناسبًا للمشاهدة، وفاونديشن هو مسلسل جديد، إنه لا يصدق، مذهل، و(قيم أوف ثرونز) على سبيل المثال، هو عظيم، ومذهل، هناك الكثير من الشخصيات المثيرة، مثيرة فعلًا، وهذا ما يجعله جيدًا جدًّا، قصة مشوِّقة، وخلاف مشوِّق، إنه مذهل، ولكن ما أود متابعته هو شيء من خارج هذا العالم، كالخيال، والخيال العلمي، والأبطال الخارقين، والأنيميشن أيًّا كانت، ولكن شيء على الأقل من مارفل أو اليابان، ولذلك كأنني أقول: أخرجوني من هذا العالم، فأقوم بذلك غالبًا لنصف ساعة كل يوم قبل نَوْمي، أما بالنسبة لعُطَل أيام الأسبوع، فأحب القيام بالرياضة، وفي الواقع أقوم بتمارين الكارديو ليوم واحد، مثل ساعة ونصف، ولا أحب القيام بها في صالة رياضية، حيث أراها سيئة، وأقوم بدلًا من ذلك بلعب رياضة كرة السلة لهذه التمارين بالذات، أحب كرة السلة لسبب واحد فقط: لأن كرة القدم، قد يتعرض المرء للإصابة فيها، وقد يتوقف المرء عن ممارسة التمارين لثلاثة أو أربعة أشهر إذا حدث ذلك، وبالتالي لا أريد ممارسة هذه اللعبة، بينما كرة السلة آمنة، حيث بإمكان المرء التحرك كثيرًا، ومع الحركة الكثيرة، يتحرك لفترة جيدة من الوقت بينما يلعب الألعاب ويستمتع بوقته، وذلك جيد جدًّا”.

وعن الموسيقى، قال سموه: “أنا لا تعجبني الموسيقى العربية الجديدة، رغم أن البعض منها جيد، ولكن غالبًا ما أرى أن الموسيقى القديمة أفضل، وأيضًا أحب الاستماع إلى الموسيقى الوطنية من مناطق مختلفة”.

هذا الجانب الإنساني الجميل لسمو سيدي ولي العهد (حفظه الله)، جانب ملهم لقائد عظيم، استطاع أن يحقق لبلده ولمجتمعه في سنوات قليلة ما جعله حديث كل العالم قادةً وشعوبًا، خاض سباقًا مع الزمن للنهوض بوطنه ومجتمعه ليجعله في مصاف الدول العظمى والمتقدمة، وكان له قصب السبق بجدارة واقتدار في زمن قياسي بمقياس الأمم والشعوب، ومعه حقق توانًا لحياته الشخصية ولأسرته.

استعرضنا ذلك اللقاء الملهم لسموه، وقلت لزوجتي: “هل عرفت الآن لماذا محمد بن سلمان يشبهنا؟ لأنه واحدٌ منا، ولأن أحلامه تشبه أحلامنا، سعى لتحقيقها بإخلاص وشغف كبيرين؛ لأنه يحبنا، ولذلك نحن السعوديون نحبه، ولأنه حقق المستحيل في زمن قليل، أحبه معنا كل شرفاء العالم الذين أصبحوا يتمنون لبلدانهم قائدًا مثله -حفظه الله- لنا وأيده بنصره وعزته، وحفظ الله لنا قائدنا ووالد الجميع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى