تصوير – آمال محمد
الباحة – تُعد القرى التراثية في وطننا الغالي مركزًا مهمًا للإشعاع الثقافي ومزارات تُؤرخ للمكان والإنسان بشكل موثق وعامل جذب سياحي يبحث عنه كل القادمين من جميع أصقاع الأرض.
وجاءت رؤية المملكة 2030 منقذًا لتلك الأماكن التراثية من الضياع والاندثار، وأصبحت تحظى بعناية فائقة ورعاية دائمة من القيادة الرشيدة – وفقها الله- لجعلها من أهم الوجهات السياحية العالمية.
وهنا يكون الحديث عن قرية الموسى بمنطقة الباحة التي سارع أهلها إلى ترميمها وتأهيلها وتحويلها إلى مزار سياحي يرتاده الكثيرون الأهالي والزوار والسياح مستمتعين بجمالها ومنازلها التي امتزج فيها عبق الماضي بحداثة الحاضر، وما تقدمه من فعاليات تراثية متنوعة التي جاء انطلاقها برعاية سمو أمير منطقة الباحة وحضور وتشريف وكيل الإمارة.
صحيفة “مكة” الإلكترونية بدورها تسلط الضوء على هذه القرية بكامل تفاصيلها؛ حيث التقث بالمشرف على القرية الأستاذ خالد عازب الزهراني، والذي قدم عنها شرحًا ومعلومات قيَّمة.
نشأة القرية وموقعها الإداري والقبلي
نشأة قرية الموسى قبل 500 عام وتتبع لمدينة الباحة، وتبعد عنها بمسافة 13 كم، وهي إحدى قرى بني حسن بزهران تابعة للشيخ مبارك بن منسي بن عصيدان.
منازل وأسر
تضم 32 منزلًا منها: الكبير والصغير، ويسكنها أكثر من 20 أسرة.
معالم وحصون ومعارك طاحنة
جامع القرية الأثري يتسع لأكثر من 60 شخصًا.
المرصد الزراعي وهو أهم معالم هذه القرية، ويعد أشهر معلم في تاريخ المنطقة يستخدم لحساب وقت زراعة الحبوب، وهو عبارة عن طريقة هندسية عبقرية تدخل الشمس مع الشروق من فتحات ضيقة، وتستقر في زاوية المسجد وهنا يبدأ الحساب في حال تعامدت الشمس في هذه الزاوية يكون موسم الزراعة، ومعرفة موسم الأمطار.
المتحف الأثري الذي يحتفظ بقطع فاقت الكثير من السنين.
بيت الشيخ سعيد العنقري ويوجد فيه أول مكتبة وأول صيدلية.
منزل الشيخ محمد بن عازب ويعد أول دكان بالقرية منزل الشيخ سعيد الفوزان ويعد من النابغين في علم الفرائض، ووضع ذلك البيت مدرسة لتعلم الفرائض.
حصن المولج، وقد شهد عدت معارك بين الدولة العثمانية وأبناء زهران، وانتصر فيها أبناء زهران
حصن الزاهر.
حصن أبو الخير.
منزل الشيخ عبد الله بن جمعان ووضع الآن ضيافة لاستقبال زوار القرية
ساحة الفوزان وهي الساحة التي شهدت معارك طاحنة بين ثوار قبيلة زهران والدولة العثمانية؛ حيث انتصر فيها أبطال زهران في عام ١٢٢١هجري.
حياة الآباء والاجداد
عاش الآباء والأجداد كغيرهم من أهالي القرى في ذلك الوقت حياة شاقة ومتعبة فيها من العوز وقسوة الحياة، عاشوا في كد وجلد من أجل توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم ولعابري السبيل إلا أنه رغم تلك الظروف كان يسود بينهم روح التعاون والتكاتف والكرم رغم الحاجة.
طلب العلم
رغم تلك الظروف الحياتية والمعيشية إلا أن أهل القرية كانوا حريصين كل الحرص على تعليم أبنائهم؛ حيث كانوا يتلقون العلم في مدارس بعيدة يذهبون إليها سيرًا على الأقدام في سبيل طلب العلم.
أولويات خدمية
تعتبر قرية الموسى أول قرية تظفر بشبكة توزيع المياه على المنازل في تاريخ المنطقة من عام 1386 هجري استمرت إلى عام 1398 هجري كما تعد أولى القرى التي حظيت بإدخال الكهرباء إلى منازلها حاليًا يوجد بها الخدمات الصحية والمدارس للبنين والبنات
.
فكرة الترميم والتأهيل
نظرًا لما للتراث من أهمية كونه أصالة الماضي المجيد والحاضر التليد، ويجب المحافظة عليه وزرع ذلك الإرث في نفوس الأبناء، قام أبناء القرية بتنظيف مساريب وممرات قريتهم، وبعد زيارتها من قبل الشيخ سعيد العنقري رأى إعادة ترميمها لتكون مزارًا سياحيًا للجميع وذكرى للماضي العريق وإحياء تراث الآباء والأجداد.
عمل جماعي وتشمير سواعد
حينما علم أبناء وبنات القرى بترميم وتأهيل قريتهم حتى هرع أكثر من 150 شخصًا من الرجال والنساء مشمرين عن سواعدهم متطوعين بجهدهم ووقتهم من أجل قريتهم واستقبال زوارها.
انطلاقة مذهلة
حظيت القرية لانطلاقة أولى فعالياتها برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة، وحضور وكيل الإمارة عبد المنعم الشهري وسط حضور كثيف من الأهالي والمتنزهين.
وكان الدعم السخي من رجال الأعمال الشيخ سعيد بن على العنقري والشيخ سيحان بن عيضة له الأثر الكبير في مهرجان الدار؛ حيث تزيَّنت القرية بأجمل حُلة.
زيارات غربية
شهدت القرية زيارة لعدد من السياح البريطانيين والفرنسيين والروسيين، وكذلك من ألمانيا وكانوا يبحثون عن الآثار وأعجبوا في تصميم البيوت والنقوش الأثرية وطبقة البويات القديمة التي كانت توخذ من الطبيعة.
حُماة الوطن والتكريم المستحق
نظرًا لما قدمه بعض أبناء القرية من تضحيات في الذود عن عقيدتهم وقيادتهم ووطنهم على الحد الجنوبي تم تكريمهم في حفل انطلاق فعاليات قريتهم الذي كان برعاية سمو أمير المنطقة، وحضور وكيل الإمارة.
حضور لافت للزوار وعشاق التراث
شهدت القرية منذ انطلاق فعالياتها حتى النهاية ما يُقارب 5000 زائر يوميًا