انطلقت منظمة التعاون الإسلامي قبل أكثر من نصف قرن في مؤتمر جمع دول من العالم الإسلامي من أجل حماية القدس في ظل نظام عالمي متجدد، قام بعد الحرب العالمية الثانية من أجل إنهاء الحروب والصراعات التي تضرر منها الجميع وفق نظام دولي قائم على أمم متحدة أسست الميثاق الدولي للأمن والسلام نتج من خلاله ترسيم الحدود، ولكن مازالت هناك دول تخرج عن هذا الميثاق بخروج صريح برغم وجودها ضمن الأمم المتحدة تحت تبريرات وشعارات متطرفة تُخالف القوانين والمعاهدات مما جعل قيام منظمة التعاون الإسلامي ضمن تكتل إقليمي في الشرق الأوسط للدفاع عن تلك الحقوق الإنسانية بما يتفق مع الأعراف والقوانين مستهدفة صناعة الأمن والاستقرار والنماء والتنمية وفق التعاون المبني على الحوار والتفاهم، وتوثيق العلاقات بين دول المنظمة، وكذلك خارجها مع جميع دول العالم بمفاهيم تتفق مع التعاون الإنساني واحترام سيادة الدول وعدم التدخل أو التعدي على حقوق الآخرين؛ حيث إنها تعد من أكبر المنظمات في عالم اليوم في التكتل السياسي مما جعلها تخطو نحو التقدم والتطور من فترة وأخرى.
وخصوصًا في فترة زمنية تحمل الكثير من المتغيرات التي تستدعي مواكبة العصر بين دول تمتلك المقومات في حفظ الأمن والسلام، وبناء شراكات تحقق النماء والتنمية في منظمة اجتمعت منذ التأسيس من أجل الهدف السامي ألا هو التعاون الذي يقوم على الخير للجميع ومكافحة التطرف واضطهاد حقوق الآخرين؛ فنحن في عصر يحتاج إلى ترسيخ مفاهيم سليمة تمثل حقيقة الإنسان من مبادئ وقيم تخاطب العقول بالدليل، وتخاطب القلوب بسلامة الضمير حين تجسيد هوية إنسان في حقبة متجددة من التعاون الذي تمتد به الأيادي نحو بناء مفاهيم صالحة من العلم والمعرفة تبتعد عن الجهل الذي يهدد كيان إنسان في المجتمع الإنساني؛ فللمنظمة دور كبير وثقل سياسي عظيم في تجسيد تعاون يُساهم في الاستقرار والأمن حين استمراره -بإذن الله- وتوفيقه إلى التقدم والتطور مع الحكمة التي تفتح أبواب الخير للجميع.
0