هيا كدا
يقول أخونا أبو زيد،اتصل بي صديقي فلان، وقال: “ما تقول لنا صاحب وينه زمان غايب كان العشم أكبر. قلت له طيب”. وأنت كمان ما اتصلت ولا مريت.قال معك حق. المهم اتصلت أبغى أزورك في البيت، ابغاك في كلمة رأس. قلت تفضل. وصل ودخلنا المجلس قال بخبرك بشيء قبل ما يوصلك بطريقة مختلفة وتبرطم كعادتكً..هات أيش المصيبة التي هببتها. قال أبغا اقلك سر بس تري لو تسرب يا ويلك مني. قلت شوف أول شيء سرك في بير. ولكن نصيحتي لك لا تعلم بسرك أحدًا. أما سمعت أن السر اذاجاوز الاثنين شاع. رد يعني آخذها من قاصرها وأنكتم. قلت لا كلي آذانٍ صاغية. قال أسمع بس لا تتريق عليً أو تأنبني. رديت يا صديقيلا تخلينا نتناقر مثل البس والفار وإحنا مش ناقصين أصلًا فيران البيت بتلعب في كل مكان علي حل ذيلها. وجبنا كم بسة عشان تقضي عليهم أو تخوفهم على الأقل. تخاووا وصاروا هم والفيران جيران. أصلًا بساس ذي الأيام صاروا ممرقعين ما يأكلون إلا طعامًا مخصوصًا وشرط من محلات مياو مياو الشهيرة. قال أسمع أنا انزنقت في كم قرش. وما حصلت من يسلفني الناس صارت أنقطي والبنوك من يوم ماتعدي ال65 تنتهي حياتك. يادوب تشرح للموظف يقلك جبرنا. ايش جبرنا يرد يعني بح. تفهم معني بح رديت ايوه بس من زمان ما سمعتها إلا من جدتي وأنا نونو. يرد من هنا ورايح راح تسمعها في كل شارع وسكة وأنت كبير ..وقتها ومع قهري قلت (مالك الا هيفا) وهيفا هنا هي شركات التمويل. رحت لهم و قالوا ترهن البيت وتسدد خلال سنة والسبعين ألف تصير مئة ألف. وبدون تفكير طجيت التوقيع واستلمت الفلوس. سددت بها إيجار المكتب والباقي سددت بعض الديون وإذا وقعت يا فصيح لا تصيح. رديت عليه متي هذا الكلام قال قبل سنةً والحين أنافي مشكلة وخايف علي البيت. حتي أهلي ما خبرتهم. وتكفي يا أبا زيد تسلفني المبلغ أو تشوف لي دبرة. قلت له ومكتب العقار حقك أشوفه مصهلل كل ما مريت. ومليان زباين. رد ياعم خبرك عتيق وشكلك من مدة مامريت. تري معظمهم شريطية وحقين قهوة وشاي. قلت له نعم لي فترة ما مريت فقد يئست أن القي مكتبك هادئ .وصرت أشيل هم الزحمة وجنان السائقين وخاصة سائقي الأجرة. والواحد صار يبغاله كل ما يخرج من البيت يودع ويوصي. لكن قلي السيارت اللي قدام مكتبك والناس والأنوار الملعلعة كل ذلك مجرد مظاهر علي الفاضي. رد مع الأسف نعم، ولكن في نفس الوقت أجري جري الوحوش وكل ما أحاول في بيعة من عشرات البيعات ولا واحدة منها ضبطت.مع إني أسمع في الأخبار بيعات تمت بالمليارات. نسمع هذا الشهر كانت الصفقات بخمسة مليار واللي بعده بعشرة مليار. فأفرح وأقول يا واد جاك الفرج سددنا أقساط السيارة المتأخرة وإيجار المكتب. نحن نفتح المكتب ليصرف علينا صرنا نصرف عليه.ومن مدة صرت ما أروح المكتب. لأني طفشت فكل يوم نفس الوجيه. يمر عليك كم شريطي وكم صديق يشربون الشاي ويتقهوون وعلى برا يا جدعان. فقلت خليني أجلس في البيت كم يوم أقله أرتاح من الزحمة علي قولك اللي صارت من ضمن عناصر الحياة اليومية. وما يترتب عليها من إرهاق وصرف بنزين. هذا إذا سلمت من سيارة تخبطك وأنت ياغافل لك الله. ويا مدور المكسب رأس مالك لا يضيع، وعلى أي ورشة إصلاح وكلهم الله بلخير، وترسي لك علي ورشة ويعطيك لسته بقطع الغيار. وتراجع الشركة وأنت شختك بختك. تحصل أو ما تحصل وإذا حصلت أنت وحظك ممكن تصاب بإغماءة كلمح البصر وتعدي بخير. أو لا قدر الله بصدمة قد تكون على إثرها علي بعد خطوات قليلة من جلطة “سراي”. طبعًا أسعار قطع الغيار في الشركات تهد حيل أجدع موظف ولو راتبه من الفئة الممتازة. لأنها وخاصة إذا كانت السيارة أوروبية فالقطعة الواحدة من ستة آلاف ريال وأنت طالع مافي وأنت نازل. وقطعتين بحوالي 12-الف ريال. فيبقي لأخينا 3000 ريال من راتبه يحتار يعمل فيهم أيه. هذا طبعا أبو راتب مبحبح اللهم لا حسد. وأتصل على المكتب طبعاً وأمل أبليس في الجنة. يا شباب بشرونا أيش نصيبنا من البيعات اللي نسمعها تشن وترن. يرد عليك أيش من بيعة ياعم أرد عليه. أها علي مين يا قمر الدين. المؤشر العقاري يقول هذا الشهر الصفقات بلغت كذا مليار. ياعم أنت شكلك نايم في العسل. كيف يا ولد انتبه لكلامك وأسوي نفسي حمش. قال نعم لأنه ياعم هذا الكلام مايقال إلا في الأحلام .تري هذه الصفقات مالنا فيها هذه تدور فقط بين أصحاب المليارات. أما أرباب المليون والمليونين الذين علي قد حالهم يادوب ينقنقوا. رديت طبب وإحنا مالنا نصيب ولا حتي نقنوقة واحدة في السنة. إلا ياعم فيه !قلت بفرح تمام وأيش نصيبنا. قال نصيبك تفتح عينك مثل الريال وتتفرج وأنت ساكت ولا كلمة. رديت بيني وبين نفسي وصابر ولا رحمة. قصره يا أبا زيد تبغي تشوف لي حل وإلا لا. تري أنا في ورطة. قلت له ليش من أول ما جيتني وكان بلاش من هذه الإشكاليات. قال استحيت وما أبغا يكون مع صداقة العمر التي بيننا أي شي مادي قد أحرجك فيه.قلت أبشر بكره أسحب من البنك المبلغ. وسدده علي راحتك ولا عاد تسويها. كان بيتك الذي ساترك وعيالك راح ولا أحد سمى عليك.ثم قلت له في نفسي سؤال أخير.طالما المكتب مايجيب همه ليش مبقيه.رد وعلي وجهه مسحة حزن .كبر الجرم يا صديقي ولا شماتة الأعداء.ودمعت عيناه وتمتم وما للمديون إلا قول آهٍ.