اعتادت إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة وخلال عقوداً من الزمن على القيام بالمبادرات التعليمية المتميزة، والمشاركات الفاعلة في مختلف المناسبات الرسمية وفي المجالات كافة. فكان لها قصب السبق في كل مايُفيد العملية التربوية والتعليمية مما كان له عظيم الشكر والامتنان والتقدير لدى الإدارة التعليمية العليا. وقد شرعت مؤخراً إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة وبقيادة مديرها المكلف الأستاذ محمد بن أحمد المدخلي بإطلاق برنامج هدفه التخلص من ماتبقى من المدارس المستأجرة، إضافة إلى معالجة أوضاع المدارس المسائية فبرنامج :”مكة نحو مدارس واعدة”يسعى في رؤيته إلى تحسين جودة الحياة في البيئة المدرسية، كما يسعى إلى تحقيق الجودة وكفاءة الإنفاق في تشغيل المباني المدرسية. وفي الواقع تعد مشكلة المدارس المستأجرة والمدارس المسائية من المشكلات التي تختص بها مكة المكرمة دون مدن المملكة إضافة إلى محافظة جدة في الفترة الأخيرة ولكن تكاد تكون بنسبة أقل.
وحقيقة نظراً للمشاريع التنموية المستمرة في مكة المكرمة فقد أزيلت العديد من المباني السكنية وبطبيعة الحال منها المباني المدرسية فمن هنا ظهرت مشكلة المدارس المسائية والتي أرغمت إدارة التعليم على توفير حلول مؤقتة تتمثل في إيجاد مدارس خلال فترة المساء. وتمثل المدارس المسائية تحدٍ كبيرٍ للإدارة التعليمية وللأُسر على حد سواء فقد أظهرت استطلاعات صحفية سابقة لآراء لعدد من الخبراء والتربويين في بيان سلبيات هذا النوع من التعليم للأسف وكان من أبرز السلبيات: معاناة الأسر الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، تغير النمط الاجتماعي لدى المعلمين، ضعف التحصيل الدراسي، عدم القدرة على الاستيعاب، فقدان التركيز والانتباه، ضعف الدافعية التعليمية وقلة الحماس لدى الطلاب، افتقاد لمعايير الجودة، عدم كفاية الوقت، الإرهاق البدني، وغيرها من السلبيات الأخرى التي تؤثر مباشرةً على العملية التعليمية.
إن من المأمول من وزارة التعليم وخاصة أن من يقف على قمة هرمها رجل بقامة معالي الدكتور يوسف البنيان اعتاد على النجاح والتفوق في حياته العملية السابقة، ولا يقبل إلا به في منصبه الوزاري الجديد بأن توفر الوزارة الموقرة المزيد من الإمكانيات المتاحة لإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة في ظل الميزانيات غير المسبوقة من الدولة -وفقها الله- والمخصصة للتعليم العام وبالتأكيد إدارة التعليم في منطقة مكة المكرمة لديها الخطط الناجعة؛ في سبيل التخلص الجذري من المدارس المستأجرة والمدارس المسائية على حد سواء. هذا غير الحلول الممكنة في الاستفادة من التقنية الحديثة والتي سخرتها الوزارة للمعلمين والطلاب أثناء مشكلة فايروس كورونا والتي كان لها الأثر الكبير في تجاوز بلادنا ولله الحمد الأزمة الصحية العالمية باقتدار وتميز. كل دعواتتا بالتوفيق والسداد للمعنيين بحل هذه المشكلة التعليمية تُنهي فيه معاناة المعلمين والطلاب والأُسر بمشيئة المولى عز وجل.