جميعنا نعلم بأن التطوع هو عمل تقوم به يكون نابعًا من إرادتك الشخصية لوجه الله تعالى دون مقابل مادي، فهو عطاء لا حدود له.
فهناك أمور كثيرة يتم اكتسابها أيضًا من التطوع لا تُحصى، وسوف أذكر بعضًا منها بشكل بسيط:
أولًا: اكتساب مهارات شخصية وذاتية وعلمية ومهنية.
ثانيًا: تبادل المعلومات والثقافات بين أفراد المجتمع.
بداية القصة كانت في 23 إبريل 2015م
في مرحلة ابتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الماجستير، بدأت التعرف على “التطوع” التجربة التي كانت من أفضل التجارب، وكانت فعلًا تجربة رائعة في مستهل حياتي الشخصية والاجتماعية والعملية.
فكانت نقلة نوعية لي فكريًا واجتماعيًا؛ كوني في مجتمع وبيئة مختلفة تمامًا؛ فحظيِت بفرص مختلفة من التطوع، والتي كانت تحمل طابعًا مختلفًا في كل مرة:
الفرصة الأولى: كمتطوعة متحدثة مهمتي هي التعريف عن أحد معاهد اللغة الإنجليزية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وخدماتهم للطلبة المستجدين والقادمين من دول مختلفة، كوني طالبة من طالبات هذا المعهد.
شعور جميل عندما تجد شخصًا تائهًا مترددًا في اكتشاف هذا المعهد، وتقدم له معلومات عامة عن هذا المكان، وتنقل له تجربتك الشخصية، وترى كيفية نقل الإيجابية لهذا الشخص.
الفرصة الثانية: أتت لي فرصة أن أكون نائبة لرئيس أحد الأندية الطلابية العربية للقسم النسائي في إحدى الجامعات الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية.
الفرصة الثالثة: بائعة كتب متطوعة نعم قررت أن أخوض هذه التجربة الشيقة في إحدى المكتبات المركزية الأمريكية، وكانت فكرة المكتبة تتلخص في تخصيص أول يوم من كل شهرين خلال السنة الميلادية لبيع الكتب والأقراص الإلكترونية والمجلدات القديمة والمستعملة والمخزنة، والتي تبدأ أسعارها من دولار أمريكي حتى مائة دولار، حيث كان ريع هذه المكتبات يذهب لصالح الجمعيات الخيرية الموجودة بالبلد.
الفرصة الرابعة: مزارعة متطوعة هنا أردت أن أجمع بين العمل التطوعي والهواية المنزلية الشخصية لدي في إحدى المؤسسات الزراعية الأمريكية الخاصة بتزيين المساحات الزراعية الموجودة في الشوارع العامة، حيث إنني عملت مع مجموعة من المتطوعين المختلفة أعمارهم بفرد السماد الأسود في المساحات الزراعية الجافة والفارغة؛ وذلك بعد انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع المتميز بانتعاش الورود والأشجار واخضرار هذه المساحات.
الفرصة الخامسة: لم تبدأ بعد ولكن !
سوف تكون في أرض الوطن المملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية التي تعزز دائمًا الفرص التطوعية في شتى المجالات، وخاصة فيما وفرته من فرص قيَّمة لشبابنا وبناتنا في خدمة ضيوف الرحمن، ووفرت وسخرت جميع التقنيات والمنصات الحديثة المتطورة لسهولة الوصول إلى الاعمال التطوعية للمتطوعين وحفظ حقوقهم ومجهوداتهم.
وأخيرًا وليس آخرًا… التطوع عالم آخر جميل ينتظرنا جميعًا لبناء مجتمع يجتمع على الخدمة المجتمعية.
ماشاء الله تبارك الله شكرا نهى