المقالات

المصائف بين التنافس والتكاملية

تمتازُ السعودية بتنوع مناخها واختلاف تضاريسها ما يجعلها وجهة سياحية على مدار العام غير أن الصيف هو الموسم الذي ينتظره الكثير ليحزم أمتعته ويشد رحاله سائحًا في أرض الله، وتأتي الطائف المصيف الأول وعروس المصائف لما تمتاز به من موقع جغرافي وطبيعة خلابة وطقس بديع كذلك منطقتي عسير والباحة والمشاريع الجديدة مثل: نيوم وجزر البحر الأحمر وغيرها.
ولقد اهتمت رؤية 2030 بالسياحة فأولتها اهتمامًا خاصًا؛ فأنشأت لها وزارة وهيئة وحدّثت الأنظمة والقوانين المتعلقة بها وأصدرت الفيز والتأشيرات السياحية فأتت أكلها سريعًا؛ فتضاعفت أعداد السياح الأجانب للمملكة خلال الفترة 2019-2022 بنسب فاقت دولًا لها باع طويل في السياحة كما أن الرؤية وضعت من مستهدفاتها زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي ورفع نسبة من يقضون إجازاتهم بالداخل إلى 50٪.
ولاستدامة السياحة كرافد اقتصادي يتعيَّن استكمال البنى التحتية، وتوفير المرافق والخدمات التي تلبي احتياجات السائح، وتذليل العقبات أمام المستثمرين وفتح الاستثمار الأجنبي وفق ضوابط محددة، والاستفادة من الخبرات الدولية والتجارب العالمية والاستئناس بها وتشجيع ودعم الابتكار، والتجديد مع المحافظة على الموروث الشعبي وتشجيع المهتمين به ودعمهم.
وإن على هيئة السياحة أن تعمل على رفع مستوى المهنية والاحتراف لدى الممارسين في النشاط السياحي، وتأخذ على عاتقها تنظيم المهرجانات السياحية بكل أنواعها وتوزيعها بين مناطق الجذب السياحي (ولا يخفى على ذي لب أن السائح إذا جاء لبلد معين؛ فإنه لا يبحث عن مهرجانات تقدم له مأكولات أو موسيقى أو تراث بلده الذي هو قادم منه، ولكنه جاء ليتعرف على ما لدى هذا البلد من تراث وثقافة) كما أن على هيئة السياحة أن ترفع مستوى التكامل بين مناطق الجذب السياحي وتذكي روح المنافسة في تقديم الخدمات وابتكار وسائل الجذب؛ بحيث تقوم الهيئة بتنظيم الفعاليات والمهرجانات، وتجدولها بين المناطق، وتترك لكل منطقة كيفية إقامتها وتنفيذها لتجمع بين التنافس والتكامل بين المناطق السياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى