تواجدت صحيفة “مكة” الالكترونية، في مقر نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة، يوم الأربعاء غرة محرم ١٤٤٥هـ، لاستطلاع أحوال الصحافة المصرية، وبحث مدى التحديات التي تواجه الصحافة والإعلام بشكل عام في الوطن العربي.
ساعات معدودة تجولت خلالها الزميلة عهود الزهراني داخل أروقة النقابة المصرية العريقة، ولكنها كانت كافية للتعرف على الأزمات التي تواجه المهنة وسبل التغلب عليها.
واستطلعت “مكة” أراء بعض رؤساء التحرير بالصحف المصرية، وأعضاء نقابة الصحفيين المصريين، حيث أكد هشام يونس وكيل أول نقابة الصحفيين المصريين، ورئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية السابق أن تراجع الإقبال على القراءة في الوطن العربي متعلق بالصحف فقط، وليس بعموم القراءة في فروعها المختلفة.
وقال “يونس” في تصريح لـ”مكة” الإلكترونية: “إن مصر لديها تجربة تؤكد أن القراءة غير متراجعة، حيث يقبل المواطنين والشباب على شراء الكتب من معرض الكتاب بكثافة، رغم أنها تباع بمبالغ كبيرة نسبيا مقارنة بأسعار الصحف التي تباع بجنيهات زهيدة”.
وأشار وكيل نقابة الصحفيين المصريين إلى أن مشكلة الصحف المصرية تكمن في المحتوى، لأنها لازالت تلهث وراء الخبر الذي لن تتمكن من مجاراة الإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي في تغطيته، مشددا على أن الإعلام المطبوع يجب أن يعمل على ما وراء الخبر مثل: التحقيق والتقرير والحوار والمقال، حتى تتمكن من استعادة بريقها مرة أخرى.
وأفاد رئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية السابق، بأن الأزمات المادية التي تعاني منها وسائل الإعلام المصرية تؤثر على استقلاليتها، لاسيما أن المؤسسات الصحفية القومية مملوكة للدولة المصرية، فضلا عن سيطرة إحدى الشركات على معظم وسائل الإعلام الأخرى، ما يجعل هناك مخاوف من الاحتكار، في ظل ضعف الصحف الحزبية وعدم قدرتها على الصمود مع المتغيرات المستمرة.
من جانبه، اتفق أيمن عبدالمجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير بوابة روز اليوسف، مع الرأي السابق، مشيراً إلى أن الصحافة الورقية تواجه تحديات عديدة في الفترة الحالية، نظرا لتغير الوسيط الإعلامي من ورقي إلى إلكتروني.
وأكد “عبدالمجيد” في تصريحات ل”مكة” الإلكترونية، أن الصحافة الورقية لن تندثر حال نجاحها في التغلب على التحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أن أبرز التحديات التي تعاني منها تتمثل في طبيعة المحتوى المقدم للجمهور.
ولفت رئيس تحرير “روزاليوسف” إلى أن العوامل التي تميز الصحافة الإلكترونية وتمنحها التميز عن نظيرتها الورقية، كونها تمتاز بالسرعة، وعدم التقيد بالحواجز الجغرافية، فضلا عن انخفاض التكلفة الإنتاجية اللازمة لها عن الصحافة الورقية، وكذلك النمو الاقتصادي السريع لوسائل الإعلام الإلكتروني من خلال منصات التواصل الاجتماعي وهو ما لا يتوفر في الإعلام المطبوع.
وطالب عضو نقابة الصحفيين المصريين بضرورة إعداد وتأهيل الكوادر الصحفية حتى تواكب متغيرات ومتطلبات الواقع الذي تواجهه، مشدداً على أن مهنة الصحافة تتطلب تأهيلا علميا لأعضائها، رافضا فكرة “المواطن الصحفي” التي بدأت تظهر مؤخرا في بعض وسائل الإعلام العربية والتي يتم خلالها تصدير بعض الوجوه عبر منصات التواصل الاجتماعي لأداء دور إعلامي دون تأهيل أو معرفة بأبعاد وخطورة ما يتم نشره على الرأي العام.