في وقتٍ كثر فيه الحديث عن الاستمرارية، وضع الخطط، تطبيقها ومحاولة الالتزام بها، وكشخص مثلي متعطش للعلم والإلمام به..أشعر بأني افتقد لشيءٍ آخر دائمًا، والأمر عائد لنهمي، فمن هو بمثلي لا يشبع حتى إن شعر بالاكتفاء فهو يرغب بالمزيد، أطراف الكتب الناعمة ذات الأوراق الأخاذة، رائحة تلك الأوراق تكاد أن تصيبني بلوثة من الجنون، تدفعني للأمام لاستكشاف المزيد، في هذه الحياة خضت الكثير من العلاقات مع كتبي، لا مع أناسٍ لا يفهمون قولي، وبينما كانت تميل الرؤوس نحو الحب والهيام، مال رأسي نحو الطموح، غرقت به، أدمنته ثم عشقته، حتى أهملت ذاتي لأجله.
ولأن العلاقات بمختلف أنواعها، قد تكون لها مضاعفات سلبية، كذلك فعلت علاقتي مع الكتب، فقد خسرت الكثير من الأشياء لانشغالي بها، في رحلتي التي بحثت فيها عن الوفاء لعلاقتي، نسيت أولوياتي، وتم ثنيي عن عِمادي.
لكني لم أستسلم، لتمسكي بالاستمرارية، وبعد مسافاتٍ من السنين القصيرة التي قمت بقطعها، أدركت بأن أولوياتي أهم من ايِّ شيءٍ آخر، أهم من محيط لا يدعمني، وأهم من صداقة لحظية، أهم من شعورٍ لحظيٍ، أهم من نزوة لحظية، والأهم من كل هذا هي أهم من فكرة شيطانية يقدحها عقلي، وفي بعض الأحيان عقل المرء هو عدوه لا نفسه، في داخلي: أصف نفسي بأني من حارب شيطانه وكبله بأصفاد، كيف لي أن أدع عقلي ليثنيني عن وجهتي!
جميعنا لدينا خيار، وقد اخترت بأن أُقدم ما يستحق تقديمه (أولوياتي).
1
أولوياتي الأهتمام بكل كلام جميل يدفعني الى الأمام ، كيف لي أن ادع عقلي يثنيني ، الله عليك ألهمتني صراحة وشكرا لطرحك الجميل والأسلوب الأكثر من راقي دمتّ بود أيهاَ الشخص اللطيف 🌺.