المقالات

زامر الحي والبيئة الطاردة

شاعر أو فنان أو لديك موهبة أين كانت ارسم خط سيرك بنفسك لا تنتظر الدعم والإشادة والتحفيز من جماعتك أو المحيط الذي أنت فيه. لأنه بكل تأكيد والمُتعارف عليه الذي حولك ينظر لك بنظرة مختلفة قد تخلو من الإنصات والإنصاف على حدٍ سواء عكس الآخرين الذين يبتعدون عنك؛ فقد تجد منهم المؤازرة والاحتفاء لعدة أسباب من أهمها نظرتهم لك تكون بعين إعجاب لا يشوبها بغض ولا حسد من خلال المادة التي تُقدمها، وفي هذا الصدد تعود بي الذاكرة إلى موقف رواه لي أحد الشعراء الذين وقع عليهم الاختيار في برنامج “شاعر المليون”، يقول: سنوات طويلة مضت، وأنا ألقى النكران وانعدام التقدير لموهبتي ممن هم في الدائرة القريبة مني، وعندما حالفني الحظ بالمشاركة في هذا البرنامج، وتسلطت عليه الأضواء من الإعلام لاحظت ممن كان لا يوجد لي قبول لديهم اختلاف جذري في مشاعرهم تجاهي من خلال التحول في بعض المواقف وعبارات الود التي يمطرونني بها، ولكنني لم أكن أنظر لها إلا أنها مصطنعة لا تعني لي أشياء ولا تقدم ولا تؤخر… وبعد ما أخرج ما في قلبه من حسرة، قلت له: ما عليك يا صديقي؛ فهؤلاء الذين ذكرت لا تخلو منهم المجتمعات، ولكنهم لا يستطيعون إيقاف من لديه الموهبة الحقيقية، وقد تجد أكثر المبدعين والموهوبين كان منطلق نجاحهم ودعمهم من البعيد قبل القريب وبإمكانك وغيرك من رواد الإبداع الأخذ بأشهر الأمثال العربية في هذا الجانب (زامر الحي لا يطرب) دليلًا قطعيًا في ذلك.

عبدالله الطفيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى