هناك من يرى أن بعض المنظمات تُشبه شجرة مليئة بالقرود؛ فالذين في أعلى الشجرة ينظرون إلى أسفلها، وجُل ما يرونه هو الكثير من الوجوه السعيدة والمبتسمة لهم، بينما تنظر القرود التي في الأسفل إلى الأغصان التي تعلوها، وكل ما تستطيع رؤيته هو عبارة عن ثقوب…….. !! على الرغم من أن القرود التي في أسفل الشجرة أكثر عُرضة للخطر فهي الأقرب للأرض ولخطر السيول والوحوش والثعابين والحيوانات المفترسة، ولا تسلم من أذى بعض البشر، بل وربما أن على القرود الموجودة في أسفل الشجرة أن تقوم بخدمة تلك الموجودة في أعلاها وإمدادها بما تحتاج من ماء وغذاء؛ ومع كل ذلك فإنها لا ترى من القرود الموجودة في أعلى الشجرة إلا السوء. فلا يصلها سوى ما يرمي من القشور والمخلفات والأوساخ التي تقع على رؤوس من هم في الأسفل.
حال العاملين في أسفل الهرم التنظيمي في كثير من المنظمات لا يقل سوءًا عن وضع تلك القرود التي في الأسفل؛ فرغم ما تواجههم من مشكلات وصعوبات وتحديات ومواقف محرجة بحكم تعاملهم مع الجمهور من جهة ومن جهة أخرى تعليمات وتوجيهات وتسلط المشرفين عليهم؛ إضافة إلى تلقيهم صدمات متتالية في قرارات الإدارة العُليا المُجحفة؛ وبرغم كل التعب والجهد الذي يبذلونه والمشاق التي يتحملونها والضغوط التي يواجهونها بكل صبر وجلد، ولكنهم لا يظهرون للإدارة العُليا إلا الروح الجميلة والابتسامة والبشاشة، وفي المقابل لا يرون من تلك الإدارة وبكل أسف سوى الجحود والنكران وعدم التقدير والحرمان من الترقيات والمكافآت والحوافز التي يمكن أن تنسيهم ذلك التعب. بل وبكل أسف لا يجدوا من تلك الإدارة سوى التجهم والعبوس، ورفع الصوت والنقد والتجريح، وسوء المعاملة.
وفي الختام.. اللهم ابعدنا عن القرود وشجرة القرود، وابعد عنا كل مدير مقرود.