المقالات

خايف ليش؟

خائف من ماذا؟ هل هناك شيء مرعب أم تهديد قادم أو واقع مر أو تقلبات الأيام المستمرة أو المفاجآت غير المتوقعة أو لا هذا ولا ذاك، فقط الإجابة واحدة لا ثانية له، وهي الخوف عنده هو خوف من لا شيء خوف هلامي خوف سرابي.. خوف خرافي خوف مصطنع.

أنا هناك لا أتحدث عن فئة المرضى النفسيين الذين يلجؤون إلى المختصين لأخذ العلاج المناسب حتى يعودوا لحياتهم الطبيعية، بل أتكلم عن الناس الأسوياء الذين يبحثون عن بذور الخوف في كل مكان ومستعدين لدفع الثمن؛ حتى يحصلوا على بذور الخوف ويغرسوها في حياتهم؛ لتحولها إلى أشجار ضارة من القلق والتوترات والأمراض الجسدية.

تسأل أحدهم لماذا تخاف فلا تجد عنده إجابة واضحة ولا قناعة راسخة بل يتلعثم في الجواب، وينسج لك إجابة سريعة حتى تبتعد عنه وحتى يرجع إلى كهف خوفه؛ لينعزل فيه وينفصل عن عالمه الخارجي حارمًا نفسه من خيرات وفرص ومتع كثيرة بسبب قيود أوهام الخوف.

لو سمح لك بالجلوس معه فترة أطول سيتزلزل خوفه الهش وسيتأثر بك وسيتغير؛ ليصبح في حال أفضل ومزاج أحسن ونفسية زكية.

يقول بونويل: ليست الشجاعة أن يخلو قلبك من الخوف، وإنما الشجاعة في السيطرة على الخوف.

الكاتب فرانكلين روزفلت يقول: «الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه»،

الكاتب الأمريكي مارك توين يقول: «الشجاعة هي مقاومة الخوف والسيطرة على الخوف وليس عدم الخوف».
ونكمل غدًا حديثنا عن الخوف.

وأقول لكم أنا.. إن الخوف طبيعي في الحياة ولكن المبالغة فيه بمشاركة تفكيرنا وعواطفنا ومشاعرنا نقلبه إلى سلوكيات تقيّد حياتنا وتضيّع أوقاتنا وتشتت أذهاننا، ونعيش في أوهام لا تنتهي من حلقات اليأس والانعزال والانهزام وقائمة من الأدوية تغزو الأجساد؛ لنعاني بعدها من آثارها التي لا ترحم من خوف لا يذكر عاش في بيئة حاضنة متحولًا إلى وحش ينهش في الحياة، ويجردها من حلاوتها ومتعتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى