المقالات

مخاطر الذكاء الاصطناعي

لا أُبالغ إن قلت: إن أثر الثورة التكنولوجية وما أحدثه الكمبيوتر ومنتجاته الفريدة في عالمنا اليوم، أجد أن ما آثاره ومتغيراته أشد خطرًا وانقلابًا من الثورة الصناعية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الثانية. حيث إن أثر تلك الثورة التكنولوجية كان أعمق فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وسلوكيًا، وإذا آمنا بأنها أصبحت من الضرورات وأنها جزء مهم في حياتنا المعاصرة، إلا أننا لا بد ألا ننسى أننا نُعاني من سلبياتها اليوم، ونحذر كل الحذر من مخاطر مستجداتها.
ما استجد من مخاطر في هذه التقنية ومنجزاتها ما ظهر اليوم من برامج وتطبيقات أخذت في الانتشار، ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي يذهب الخبراء في توقعاتهم بأنها أصبحت أكثر قدرة وفاعلية وخطورة؛ حيث يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي إنشاء النصوص والصور والفيديوهات بحيث يصعب تمييزها عن ذلك المحتوى الذي يصنعه الإنسان، وما أذهلنا وصدمنا مؤخرًا المحاولات الأخيرة في صناعة الأصوات والأفكار بل نجدهم يسخرون الذكاء الاصطناعي؛ بحيث يتيح لجهاز الحاسوب التفكير والتصرف، والاستجابة كما لو أنه إنسان، كما يؤكد خبراء التقنيات الحديثة أنه بالإمكان تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات؛ ليتم تدريبها على تحديد الأنماط الموجودة فيها فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحلول المشكلات، ووضع الأسس والقواعد والأنظمة وتلافي المعوقات، واستنساخ الأصوات وتبديل النصوص.
تنبهت السلطات الأمريكية لهذه المخاطر، الأسبوع الماضي، وكشفت عن مجموعة من الإجراءات التي ستتخذ بهدف إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي ومواجهة التحديات الناجمة عنه، عقب التوسع المفاجئ وانطلاقة روبوت الدردشة الذكي ” تشات GPT”، في نوفمبر 2022م الذي اعتبر طفرة في الذكاء الاصطناعي، لقدرته الفائقة على إنتاج النصوص اللغوية الثرية بالمعلومات، ومعالجة ملايين الكلمات بلغات عالمية مختلفة، وسط مخاوف حول تزايد مخاطر هذه التقنية المستحدثة البالغة الخصوصية، حيث بالإمكان تقديم معلومات مضللة أو مزورة ومختلفة عن الأصول، وأكد أحد المسؤولين في البيت الأبيض أن الحكومة الأمريكية تخطط لإدخال سياسات وتشريعات تحدد كيفية استخدام وتقنين أنظمة الذكاء الاصطناعي من قبل الوكالات الفيدرالية، بحيث يمكن أن تؤثر هذه الإجراءات بشكل كبير على سوق منتجات الذكاء الاصطناعي، وتتحكم في كيفية تفاعل الأمريكيين مع الذكاء الاصطناعي على المواقع الإلكترونية.
أخيرًا ماذا نحن فاعلون وما هي خطواتنا القادمة لمواجهة هذه المخاطر وقد أحس بها منتجوها وصانعوها ونحن نعتبر من أكثر الشعوب استخدامًا لمتطورات التقنية ومن مستهلكيها، وماذا أعددنا لمواجهة هذه التحديات وما هي خطواتنا لمواجهة ما سيشكله لنا الذكاء الاصطناعي من مخاطر فادحة من الصعب تلافيها مستقبلًا..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى