ليس كل خريجي مرحلة البكالوريوس يحتاجون لمواصلة الدراسات العليا؛ لأنه ليس كل التخصصات تحتاج إلى الدراسات العليا لمتطلباتها الكثيرة منها إجادة البحث العلمي، والقابلية أن يكون الطالب من المؤهلين للدراسات العليا، وتوفر القدرة على التغلب على التحديات التي تواجهه منها الحصول على فرصة عمل للممارسة واكتساب الخبرة وتنمية المهارة، وعدم قدرة البعض على تغيير الوضع الاجتماعي المنشغلين به، والرسوم الباهظة، وكثرة المتقدمين لمواصلتها، وانعدام بعض الفرص لحملة الدراسات العليا حيث ينظر إلى أن تأهيلهم عالٍ لا حاجة لجهات التوظيف له.
وهناك بعض الطلاب من خريجي مرحلة البكالوريوس من المتفوقين والمجتهدين والقادرين على تحصيل ذلك ولديهم الرغبة لتحقيق ذاتهم بالحصول على المؤهلات العلمية العُليا للعمل في المجال الأكاديمي في الجامعات أو للمجال التجاري أو العمل في مراكز البحوث. وهناك من هم من المعيدين في الجامعات ويعملون في مجال التدريس ويتطلب منهم التفرغ للابتعاث الخارجي أو الداخلي للحصول على مرحلة الماجستير والدكتوراة، وتتوفر لهم كل الحوافز الداعمة لهم للحصول على الدرجات العلمية المطلوبة لتخصصاتهم.
وهناك إشكالية تواجه طلبة الدكتوراة في بعض الجامعات التي تتبع الأنظمة الغربية في كثرة المراحل التي يمرون بها الطلبة والمتمثلة في الحصول على درجة عالية في امتحان اللغة الإنجليزية المحدد، المقابلة الشخصية، اختبار القبول التحريري، حضور اللقاء التوجيهي major orientation والذي يتم فيه الالتقاء بالطلاب وكسر الحواجز بينهم وأعضاء هيئة التدريس، والحصول على كم هائل من المعلومات التي تهيئهم وتمهد لهم الطريق للتفوق في هذه المرحلة، دراسة مجموعة مواد التخصص، اجتياز الاختبار الشامل، كتابة خطة بحث الرسالة العلمية، كتابة الرسالة العلمية، ثم مناقشة الرسالة العلمية. هذا بالإضافة إلى ما يطلب من الطالب القيام به أثناء دراسة مرحلة الدكتوراة.
ويواجه طلاب مرحلة الدكتوراة مشكلة الإخفاق في الاختبار الشامل وعدم القدرة على تجاوزه نظرًا لتصعيب الأمر فيه عليهم من قبل الجامعات التي يدرسون فيها، والإخفاق معناه أنه لا يمكن للطالب المواصلة للحصول على تلك الدرجة العلمية، وأحيانًا يظلم الطلاب في ذلك، والمفروض أن تتحمل الجامعات مسؤوليتها في مساعدة الطلاب على تجاوز ذلك من خلال إيجاد الحلول التي تمكنهم من تجاوز ذلك الاختبار، مثل توفير مواد اضافية يدرسها الطالب خلال فترة مرحلة الدرجة العلمية تتمثل في مادة لدراسة وكتابة خطة البحث، وكيفية كتابة الرسالة العلمية مع تطبيقاتها العملية. ومادة أخرى تتمثل في الشرح والتفصيل والكيفية التي يتم من خلالها التحضير وتجاوز الاختبار الشامل مع تطبيقات عملية بحيث يسهل له ذلك تجاوز ذلك الاختبار. وبذلك تكون تلك الجامعات قد ساهمت في عملية استيعاب الابتعاث الداخلي، ودعم الجامعات الأخرى بحملة الدكتوراة المؤهلين ليكونوا أعضاء تدريس فاعلين فيها.
هذا بالإضافة إلى تقديم الفرصة لدراسة الدكتوراة للطلاب الآخرين المتميزين ممن سيتحملون نفقات تلك المرحلة على حسابهم الخاص لإعدادهم الإعداد اللازم للبلد، وكذلك نحد من خروج الأموال إلى الخارج.
والمملكة العربية السعودية لديها مميزات كبيرة لمراحل التعليم العالي في مراحل الدبلوم العالي، والماجستير، والدكتوراة. فالمملكة تتميز بخبرة طويلة لبعض جامعاتها في تأهيل الكوادر لمرحلتي الماجستير والدكتوراة لأكثر من خمسين عامًا. حيث تتوفر لمعظم جامعاتها هيئة تدريس سعودية خريجة من أعرق الجامعات الأمريكية والكندية والأسترالية والأوروبية والعربية. كما أن دراسة الماجستير والدكتوراة متاحة في أغلب التخصصات العلمية والأدبية في العديد من الجامعات السعودية التي تحتل تصنيفات مرموقة على الصعيد العربي والدولي. وتختلف مدة دراسة الماجستير على سبيل المثال في السعودية بناء على التخصص وعدد الساعات المعتمدة، وبشكل عام لكل جامعة سعودية مجموعة من الشروط الخاصة بها.
ويضاف إلى ذلك قوة الشهادة الجامعية المعترف بها في مختلف بلدان الخليج العربي والدول العربية، مما يتيح للطالب فرصة العمل داخل المملكة وخارجها. كما تمثل الجامعات السعودية وجهة لطلبة الدراسات العليا للدول العربية وتقديم المنح الدراسة لبعضهم لجودة التعليم العالي فيها لما لديها من كوادر وما تختزنه من خبرة مكتسبة.
عضو هيئة تدريس سابق في قسم الإعلام – جامعة أم القرى
0