المقالات

هل هي نهاية الصحف الورقية؟!

ذكر المؤلف الكندي (روس داوس): إن عصر انقراض الصحف الورقية قد بدأ بنسب متفاوتة، وصولًا إلى انقراضها التام عام 2040م. ومن جانبه ذكر المؤلف الأمريكي (فيليب ماير)، في كتابه “النهاية الحتمية للإعلام الورقي”: إن آخر مطبوع ورقي يرى النور سيكون عام 2043م. ولعل أهم التحديات التي تواجه الصحف الورقية هي ارتفاع تكاليف الورق، إلى جانب انخفاض مستوى التوزيع، الأمر الذي جعل الصحف العريقة تُعلن إيقاف نسختها الورقية والاكتفاء بالرقمية، ولعل أهم وأول هذه الصحف هي صحيفة “كريستيان ساينس مينتور” الأمريكية التي خفضت من أعدادها الورقية قبل أن تتوقف نهائيًا عن الصدور ورقيًا.
يقول (ديفيد تورفيل) المؤرخ في حقل دراسة الدين بجامعة “سودرتونن” السويدية في ستوكهولم: “ما تزال الصحيفة الورقية تنطوي على هيبة”.
إن الصحيفة المطبوعة -والكلام لا يزال لديفيد تورفيل – هي شيء تشعر معه بالحرية وأنك طليق من الاحتضان البارد للخوارزمية، تتخطى بها نشاز السياسة، لتقرأ عن الحياة الواقعية، من العائلات إلى الرياضة إلى أنواع الطعام والفن والأدب وانتهاء بالكلمات المتقاطعة، إنها وجبة دسمة، أفضل لصحتك العقلية ومعرفتك العامة.
إن المواقع الإلكترونية ستفوز في بعض الجبهات التفاعلية، غير أن الصحيفة الورقية ستفوز بالقدرة الهادئة واللطيفة على امتلاكها، والإمساك بها.
وكما قالت نجمة البوب الأمريكية “كاثي بيري”: “أحد أفضل الأصوات لديَّ على الإطلاق هو صوت أوراق صحفية جديدة نضرة تُقرأ على الإفطار… انبثاق الأشياء منها، الخربشة على الكلمات المتقاطعة … أمل ألا تصبح شيئًا عفا عليه الزمن في عالمنا الرقمي، إنها شيء رومانسي للغاية”.
اعتمدت في هذه السطور على مقال للكاتب والمحرر الشهير (تيم دي ليسلي) في المجلة الأسبوعية البريطانية “نيو ستيتسمان”، بتاريخ (15) من أبريل الماضي بعنوان “هل هي نهاية الصحف الورقية”.
ذكر أنه في عام 1987م؛ كانت تصدر في بريطانيا (11) صحيفة ورقية، بلغت مبيعاتها نحو (15) مليون نسخة صباح كل يوم، وكانت تُقرأ بمعدل شخصان لكل نسخة على أقل تقدير.
بينما في عام 2023م، انخفض العدد إلى (10) صحف ورقية، بمبيعات تُقدر بنحو (4) ملايين نسخة ورقية، وقد تصل لخمسة ملايين إذا أُخذ في الاعتبار صحف وسائل المواصلات التي تُوزع بالمجان. حتى صحيفة (ذا ميرور) الشهيرة التي بلغت مبيعاتها في منتصف الستينيات من القرن الماضي حوالي (5) ملايين نسخة، انخفضت مبيعاتها إلى حوالي (278) ألف نسخة.
ما سبق مجرد تقدير لأن كثير من الصحف الورقية حاليًا، بما فيها (التلغراف) و(التايمز) و(الغارديان) و(ذا صن) لم تعد تقوم بنشر عدد النسخ اليومية التي تقوم ببيعها.
إن ما تبقى من مبيعات الصحف ينحصر في جيل اعتاد على قراءتها، أما الجيل الحالي فإنه يبحث عن الأشياء السريعة وتأخذه المناظر ويعيش عالمه الخاص عبر هاتفه المتنقل، فلا وقت عنده لقراءة المواضيع الطويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى