كنت أخشى قبل التعليق على مقال كيف تحرُّمون ما أحلَّ الله.. زواج «الويكند» وزواج الليل…! للكاتب نجيب يماني أن أكون من زمرة من سوف يسمع عنهم الكاتب الذين يرددون النغمة الصحوية الجاهزة: هل ترتضيه لابنتك لأختك لأمك؟! رغم أن هذا حديث شريف لنبينا صلى الله عليه وسلم، وليس نغمة! “أتحبُّه لأُمِّكَ؟، أتحبُّه لابنتِك؟، أتحبُّه لأختِك؟” الحديث، وليس من الأدب إطلاق كلمة نغمة على حديث نبينا صلى الله عليه وسلم.
وقد تراجعت عن التعليق والنقد الهادف، حتى لا أزعج الكاتب بسماع النغمة الصحوية، ولكني عدلت عن قراري وفضلت التعليق على المقال.
أورد الكاتب في مقاله عدة أنواع من الزواجات وهي زواج المسيار، وزواج الويك اند، وزواج الليل، وزواج النهار، وزواج المسفار، وزواج السر، وزواج الفرند، وزواج التجربة، والزواج بنية الطلاق، والزواج العرفي، وغيرها من الزواجات المستحدثة، وأن رأي الكاتب أن من يحتاج إلى مثل هذه الزيجات ويضطر إليها فهي حلال في شرع الله.
أقول إن تلك الأنواع من الزواجات هي أشبه بممارسة سلوكيات الزنا، لذلك هي غير مقبولة اجتماعيًا، رغم أن بعض الزواجات المذكورة هي زواجات يتوفر بها جميع أركان عقد الزواج وهي الإشهار والشهود والولي والأهم الإيجاب والقبول من الزوجين.
ولكن بعضًا من تلك الزواجات المذكورة تفتقد بعض شروط الزواج كالإشهار والشهود والوالي فتلكم الأنواع بها موانع شرعية وبالتالي سيكون الزواج باطل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل” وقد قال عز وجل في الآية {٢٥} من سورة النساء “فانكحوهن بإذن أهلهن” لذلك تعتبر جميع أنواع الزواجات التي تفتقد شروط العقد كالزنا.
أما من الجانب القانوني فإن عدم توثيق الزواج بطريقة نظامية في محكمة الأنكحة يعتبر مخالف للنظام ويعاقب عليه القانون.
كما أن بعض الرجال قد تروق لهم تلك الأنواع المستحدثة من الزواجات وقد يستسهلها، ويتزوج في كل ويكند زوجة، ويتزوج مرة من المرات زوجة في الليل، ومرة زوجة في النهار، ويتلاعب في بنات الناس يتزوجهن ويطلقهن ليل نهار وأسبوعيًا كيفما شاء.
وقد يتزوج البعض وتحمل الزوجة فيتركها معلقة في بلدها ويسافر إلى بلده فتضطر المسكينة أن تراجع سفارة بلد زوجها وتتفاجأ بأنها ليست الوحيدة وأن السفارة مكتظة من الزوجات المغدورات الذين هجرهن أزواجهن، وتركوا أطفالهم بلا نفقة، كما هو الحاصل في زواج المسفار.
وقد يتزوج أحدهم زوجة في السر ثم يطلقها ثم يتزوجها ابنه في السر أو في العلن دون أن يعلم أن زوجته كانت زوجة والده سابقًا، لأنه إذا طلق الرجل امرأة حرمت على جميع ذريته؛ من أولاده وأولاد بنيه وأولاد بناته؛ لأنها زوجة أبيهم وإن لم يدخل بها.
وقد تستغل بعض النساء تلك الزواجات وتتزوج أكثر من زوج في وقت واحد.
إن سلبيات الزواج المترتبة على تلك الأنواع المستحدثة من الزواجات، قد تحول الزواج إلى ما يشبه المتعة وإشباع الرغبة لا أكثر، دون وجود لمقاصد الزواج الشرعية من تأسيس بيت وأسرة مستقرة.
مستشار أسري واجتماعي ونفسي وإدمان