ونحن على بُعد أيام من بداية العام الدراسي تعوَّدنا من وزارة التعليم الموقرة في بداية كل عام دراسي تهديد المعلمين بالعقوبات كموضة من موضات مسؤولي الوزارة، وكإشارة من إشاراتها لبداية عام دراسي جاد.
ولا ندري ألا يكفي وجود نظام لمعاقبة المتهاون وردعه؛ فإذا وجد النظام فلا داعي للتهديد بداية كل عام.
ألا يكفي ما يراه البعض من أنه خلال عقدين وأكثر بقليل تم استلال سلطة الضبط من المعلم وإعطائها للطالب حتى أصبح بعض الطلاب يتنمَّر على معلمه.
وأصبح الطلاب في المدرسة ثلاث فئات الفئة الأولى: هم الطلاب المتميزون، وهذه الفئة للأسف لا تُشكل نسبة كبيرة بين طلاب المدارس بل هي الفئة القليلة جدًا.
يُقابلها فئة الطلاب المهملون والمشاكسون وأصحاب السلوك غير المنضبط داخل المدرسة وخارجها، وهم أيضًا ولله الحمد فئة قليلة ولكنها أكثر نسبة من سابقتها.
وبينهما تأتي فئة الطلاب العاديين وهم الأكثر نسبة في مدارسنا، وبعضهم تجده يتقرَّب من فئة المتميزين ويحاول أن يحذو حذوهم، والبعض الآخر منهم يتأثر للأسف بفئة الطلاب المهملين.
علمًا بأن لائحة السلوك والمواظبة لم تكن بالقوة التي تحفظ التوازن داخل المدرسة، وترتب علاقة الطلاب في كل الاتجاهات علاقته بالمعلمين وإدارة المدرسة وعلاقتة بزملائه، وعلاقته بالمبنى المدرسي.
ومع كل هذا لازال المعلم يُهدد بداية كل عام دراسي وهناك من يُطالب بخصم العلاوة السنوية عنه عند أي خطأ يحدث ويُطالب باختبار قدرات وربط ذلك بالعلاوة السنوية، ويُطالب بالحصول على رخصة مزاولة المهنة وتجديدها بين وقت وآخر؛ وكأنه الموظف الوحيد في الدولة.
هل وظيفة المعلم هي الوحيدة التي يجب أن يطبق عليها هذا النظام أم أنه من العدل أن يطبق على كل موظفي الدولة.
المعلمون مثلهم مثل غيرهم لهم تطلعاتهم ولديهم طموحاتهم في تحسين أدائهم والارتقاء في سلمهم الوظيفي.
يشيخ المعلم ويبلغ من العمر عتيًا وهو يقف أمام طلابه معلمًا لهم بلا تدريب حقيقي إلا ما يقوم به بعض المشرفين اجتهادًا؛ لأنه غير متخصص في التدريب؛ وكأنه لا يوجد بيوت خبرة يمكن الاستعانة بهم في تدريب المعلمين.
وهل فكرت الوزارة يومًا ما أن تفرغ المعلم عامًا كاملًا ليتلقى خلاله تدريبًا عالي الجودة، ويطلع على كل جديد في مجال تخصصه.
يا مسؤولي وزارة التعليم ارفقوا بزملائكم المعلمين، وتجنبوا تهديدهم وكسر خطرهم بداية كل عام، وعاملوهم مثل ما يُعامل بقية موظفي الدولة ولا تنسوهم من التشجيع والتحفيز ويكفيهم ما يعانونه من تحمُّل سلوك بعض الطلاب.
– تربوي متقاعد