للأسف هذا العنوان ليس دعاية لفيلم سينمائي أو لرواية بوليسية، إنما هو عبارة عن جملة ساذجة بدأنا نسمعها بين الحين والآخر من بعض المارقين الخونة من أبناء جلدتنا الذين تنكروا لهذه البلاد الطاهرة رغم ما كانوا يعيشون فيه من رغد حياة وكرامة وعزة؛ فانطبق عليهم قول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ) سورة الحشر الآية (٢)
نعم.. إنها عبارة أصبحت تردد في مسرحية هزلية عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من أناس خانوا العهد والأمانة، ويسعون جاهدين إلى جمع الحُجج والمبررات التي دفعتهم إلى ذلك العمل المُشين من أجل إقناع الآخرين ببراءة أفعالهم وصدق نواياهم، خوفًا من من تأنيب الضمير إن كان بقي منه شيء لديهم إلا أن الأيام ستعري أولئك من مواقفهم ونياتهم الدنيئة تجاه وطنهم, خاصة وأنهم بعد هروبهم ينفذون ما يطلبه منهم الحثالات التي تضع نفسها في مقام المعارضة من خارج المملكة, بعد أن فروا هاربين لهثًا وراء مصالحهم الشخصية, مختبئين في جحورهم كالفئران منذ سنين طويلة في أقبح وجه, وأقبح سلوك.
ونظرًا لاستمرار ممارسة هؤلاء للخيانة، وتماديهم فى الاستمتاع بهذا المرض الخبيث، فإننا نقولها بكل بوضوح وصراحة: إنه لا يمكن أن يجتمع الشرف والخيانة فى قلب إنسان واحد، فعلى الرغم من أن بعض الأمراض يمكن الشفاء منها، بما فيها المستعصية، كالأورام السرطانية، إلا أن مرض الخيانة وكراهية الأوطان، لا شفاء منه نهائيًا. لأن خيانة الوطن جريمة كبري لا تغتفر كون المجني عليه هو الوطن والجاني هم أبناؤه الذين طعنوه غدرًا في وضح النهار فالخيانة عمل مشين لا مبرر له ولا شفاعة لمرتكبه مهما كانت منزلته، ومهما كان السبب الذي دفعه لها !
ومن هذا المنطلق فإن خونة الأوطان ثلة من الشياطين لا هوية واضحة لهم ولا تعرف لهم بوصلة ولا اتجاه، ولا يهمهم لا وطن ولا أرض ولا عِرض, إنما شعارهم دائمًا أنا ومَن بعدى الطوفان, بل إنهم يعملون ليل نهار بنشاط عجيب، لوضع وتنفيذ المخططات الهادفة إلى تدمير البلاد، وإثارة الفوضى، وتقويض عجلة التنمية؛ حيث تكاثرت لديهم خلايا الشهوة والنزوع إلى تحقيق المصالح والمتع الشخصية، فى مقابل ضمور خلايا وجينات الشرف والكرامة والكبرياء المتمثلة فى الانتماء وحب الأوطان.
وختامًا.. فإياكم أن تنخدعوا بمن ارتضى لنفسه الخيانة. فباع وطنه وأمته وشعبه وضميره لأطراف خارجية تتربص بالوطن أرضًا وإنسانًا تحت أي ذريعة كانت فالمواطنة الحقيقية تعني حُسن الولاء والانتماء للوطن, والحرص على أمنه, واستقراره, وتقدمه, ونهضته, ورقيه, لا أن نبيعه بأرخص الأثمان, فالوطن أمانة في أعناقنا وسيجني من تراوده نفسه بالخيانة العار في الدنيا والآخرة وستعود خيانته ومكره على نفسه، مهما تحصن بأدوات السرية، وأفكاره الشيطانية فحفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها من كل سوء وجعلها دومًا بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وخزة قلم:
الخونة شياطين سبقت رغباتهم إرادتهم ونهايتهم واحدة تتكرر في كل العصور، ولكنهم لا يقرأون التاريخ !!