يرتقي الإنسان بالعلم، وتتفاخر الدول بمخرجاتها العلمية، وإنجازات مواطنيها بالعلوم والأبحاث التي تساهم في الكشف عن تفاصيل الكون لتطوير أساليب العيش، وتنمية الحياة الإنسانية والارتقاء بها نحو حياة أفضل.
لذا نجد أن دول العالم تتسابق وتتنافس في إعداد الجامعات وتهيئة مراكز الأبحاث لتكون وجهة سليمة وقيّمة للباحثين في شتى المجالات والعلوم، داعمة لها بما تتطلبه من إمكانيات تتيح الكشف عن أسرار الكون.
وتقف المملكة في صفوف الدول المنافسة في قطاع البحث والتطوير في كافة المجالات التنموية؛ إذ تحتوي على العديد من المراكز والمعاهد البحثية المنتشرة في مدن المملكة العربية السعودية تابعة لجهات إدارية أو مستقلة بذاتها، كمراكز البحوث البترولية، والطبية، والهندسية، وأمن المعلومات، والمراكز التنموية، وغيرها الكثير في مجالات يصعب حصرها. وقد أنشأت المملكة في عام 1442هـ هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار التي تسعى لتشجيع البحث والتطوير والابتكار من أجل بناء مستقبل مستدام يحقق طموحات رؤية المملكة.
وقبل أيام أصدر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولي العهد أمرًا ساميًا بتشكيل مجلس إدارة جامعة الملك سعود، الجامعة العريقة التي تألقت عقودًا من الزمن، فخرّجت أجيالًا توالت في بناء الوطن، وقد تميز مجلس الإدارة بأسماء قيادية لامعة، نُسجت من عناصر مهمة لوزارات وهيئات تشكل ركائز حيوية هامة في المملكة العربية السعودية.
إن هذا التشكيل والتطوير لجامعة الملك سعود هو امتداد للأمر الملكي السامي الكريم بحوكمة جامعة الملك سعود لتكون تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض وضمها تحت مؤسسة الرياض غير الربحية، فتشكيل لجنة بهذا العمق سيُساهم في تحقيق “سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل” التي رمت إليها رؤية المملكة 2023، وهي خطوة في تحقيق رؤية المملكة في أن “تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من أفضل (200) جامعة دولية” بحلول ذلك العام.
ونجد أن محاور الرؤية متبلورة في جامعة الملك سعود؛ إذ ترتكز في أهدافها على بناء مجتمع حيوي، متكامل يراه كل من يتنقل بين كلياتها، وكلما كان المجتمع ناجحًا أصبح النماء ظاهرًا وقويًا، بترسيخ المبادئ والقيم، وهي تنبثق من العراقة للجامعة، المعتزة بالهوية، والفخر بالثقافة. كما تسعى لبناء اقتصاد يقوم على إنتاج جيل واعٍ بقيمة ثروات البلاد، وكيفية استثمارها على الوجه الصحيح، وتهيئة البيئة الطموحة بتكاتف جميع الوزارات والهيئات في لجنة تساهم في تحديد المخرجات التي يتطلبها سوق العمل لتحقق الاستدامة التي تتطلبها رفعة الوطن ونمائه.
إننا في ترقب إشراقة لرؤية المملكة 2030 بصورة صغيرة من شمس العراقة -جامعة الملك سعود- فاختيار هذه الجامعة دون غيرها من جامعات المملكة هو امتداد لتاريخ الجامعة العريق ورؤية الحكومة الرشيدة لها؛ إذ قال فيها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- أول وزير للمعارف، وقبل الشروع في بنائها: “سوف تكون هذه الجامعة من أقوى دور العلم والثقافة وستكون شيئًا يليق ببلادنا التي شع منها نور الإيمان والحضارة”، وسوف تتربع جامعة الملك سعود على عرش الجامعات العريقة المتميزة في العالم.
0