المقالات

ضرورة الأمن التربوي

تلعب التربية دورًا مهمًا في ضبط السلوك للفرد والمجتمع؛ فكانت مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الكلاسيكية) ما قبل التعليم الرسمي وتنوع المؤثرات الخارجية عن محيط الأسرة كانت هي اللبنة الأولى والأساس في التربية وتعديل السلوك وفق قيم محددة، وثقافة، ومعتقدات المجتمع في صورته البسيطة.

لقد ظهرت وسائل أخرى معاصرة – الاتصال الحديث صحافة، إذاعة، تلفزيون – أثرت في سلوك المجتمع وكانت تلك الوسائل الإعلامية رسمية رسمت لها أهدافًا معينة منها ما يتعلق بغرس قيم جديدة وتربية وفق نظام كل دولة ومعتقداتها وثقافتها والمهتمين بالإعلام السعودي يجدون من أهداف الإعلام السعودي ما يشير إلى التربية والقيم وكلها تتفق مع أهداف وزارة التعليم إلى حد ما؛ فكلنا عاصر البرامج الإذاعية والتلفزيونية وبعض المجلات كلها كانت تستهدف الناشئين من خلال قيم دينية ووطنية.

ظهر الفضاء المفتوح المتنوع وزاحمت الفضائيات الإعلام الرسمي الموجه والذي من مسؤوليته التربية وغرس القيم وأصبح المشاهد يمتلك أكثر من خيار للمتابعة والمشاهدة والاستماع والقراءة دون رقابة، لم يعد هناك سطوة وسلطة ذات قوة كالسابق؛ لقد ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي وأصبح لكل فرد الأسرة عالمه الخاص وما يسمع وماذا يشاهد وأصبح الحوار الأسرى ياخذ طابع التنوع والقناعات الخاصة؛ حتى الأسرة نفوذها على الأبناء لم يعد كما هو في السابق إلا المتابعة و التوجيه والحوار.

ماذا نعمل؟
أعتقد أن لكل عصر أسلوبه في ضبط السلوك الاجتماعي، ومن أساليب العصر الذي نعيشه هو الحوار الهادف البناء بعيدًا عن التسلط فكلنا آباء معاصرين لدينا حصيلة ثقافية تربوية معاصرة تختلف عن الأجيال السابقة؛ لأننا في زمن التحديات التربوية والأخلاقية.
علينا إعادة النظر في أهداف المؤسسات الرسمية وتضمينها قيم إسلامية ووطنية تناسب هذا العصر الحديث، وكذلك البرامج التي تُقدم يجب النظر في محتواها، وكذلك ما يقدم في الدراما.
الأمن التربوي لا يقل عن الأمن السياسي، والأمن الاقتصادي بل أرى أنه يجب أن يكون من أولوياتنا الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى