قصة اكتشاف النفط في المملكة بدأت في بداية شهر صفر عام 1933هـ، عندما وقع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- اتفاقية البحث عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال).
وفي الثالث من شهر مارس عام 1938م، كانت المملكةُ على موعدٍ مع التاريخ وذلك حين تدفقت أولَ كميةٍ كبيرةٍ من النفطِ من البئر رقم (7). كانت تلك اللحظةُ الفارقةُ منعطفًا تاريخيًا في مسيرة وتاريخ المملكة الحديثة، حيثُ مكنتْها الثروةُ النفطية من الانطلاقِ بسرعةِ في مسيرةٍ نهضويةٍ باتتْ مضربَ المثلِ، وحديثَ العصرِ، وأصبحت المملكة بذلك تتقدم في هذا المجال حتى غدت المصدر الموثوق رقم واحد للنفط في العالم، وتحتفظ تحت أرضها بحصة تقارب (25%) من احتياطي النفط في العالم.
ولا يخفى عن أحد طبيعةِ هذه الهبةِ الإلهيةِ، أنها ثروة ناضبة، ربما تنتهي يومًا ما، ولكنّ واجب البناءِ في تلك المرحلة كان مقدمًا.
في وقتنا الحاضر، ما عاد يختلف اثنان على أن بلادنا لا تحتمل الاعتماد على تصدير البترول الخام ومشتقاته ليستهلك كطاقة، فالعلم من حولنا يتحول بتؤدة نحو اكتشاف مصادر بديلة للنفط، ولن يترك العالم بابًا في هذا الشأن إلا وطرقه، والذين لا يرون هذه الحقيقة اليوم سيكونون أول من يجوع غدًا.
(لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة، ومن خلال الإستراتيجية الوطنية للصناعة وبالشراكة مع القطاع الخاص ستصبح المملكة قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدر المنتجات عالية التقنية إلى العالم)؛ بهذه العبارات القوية التي قالها ولي العهد-يحفظه الله- جاءت رؤيته الطموحة (2030)، والتي في مضمونها استخدام ما يعرف بالاقتصاد المعرفي بدلًا من الاقتصاد الذي يعتمد على الموارد الطبيعية.
وقد جاءتْ الدورات الاقتصادية، وما طرأ على أسعار النفط من تقلباتٍ، وما نشأ عنها من بدائلَ، جاءتْ كل هذه الأحداث لتكون بمثابة الدافع لتسريع جهود المملكة في تطبيق رؤية ولي العهد -يحفظه الله-، فانطلقتْ بذلك خطواتٌ قوية وجادةٌ باتجاهِ إعادةِ هيكلةِ الدولةِ ومؤسساتها.
قاده بكل قوة ولي العهد-يحفظه الله-، فإذا كان اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي قاد المملكة في تلك المرحلة نحو الريادة، فإنّ هذا التحول الجديد -بإذن الله- سيقودها نحو ريادةٍ جديدةٍ تحفظُ لها سيادتها وقوتها وتأثيرها الإقليميّ والدوليّ.
وقد بدأت نتائج ومخرجات الرؤية تأتي تترى ولله الحمد والمنة، لقد كانت (الرؤية) أمل عندما أعلنها ولي العهد -يحفظه الله-، وأصبحت بفضل الله وحده واقعًا ملموسًا في كل مناحي الحياة اليومية، حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.