عام

رجل السلام “محمد بن سلمان” ومؤتمر جدة للسلام في أوكرانيا

في استمرار للجهود والمساعي الحميدة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء (حفظه الله)، لتعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل وجهات النظر والتنسيق والمناقشة على المستوى الدولي حول سبل حل الأزمة الأوكرانية عن طريق الوسائل الدبلوماسية والسياسية، بما يعزز السلام والأمن الدولي، ويحول دون حدوث مزيد من الآثار الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة؛ وذلك منذ مارس 2022م، بهدف إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، انتهت في جدة يوم السبت 18 محرم 1445هـ الموافق 5 أغسطس 2023م الجولة الأولى من المحادثات، التي تم تخصيصها لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية دون تدهور ومناقشة آثارها على الاقتصاد والأمن، عبر التعبير عن الرغبة في عقد اجتماع آخر بعد التوصل إلى توافق حول إيجاد صيغة مقبولة للسلام بين الطرفين تحظى بدعم دولي. حضر هذا المؤتمر مستشارو الأمن القومي وممثلو أكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة معالي وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان.
ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قال الدبلوماسيون: إنه يوجد قبول واسع بأن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا، يجب أن تكون في صُلب محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا، وإن معظم الدول المشاركة، بما في ذلك الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى في الأسابيع القادمة. وإن نجاح هذا الاجتماع يعتمد على قيادة المملكة المتميزة بعلاقاتها المتوازنة والإيجابية مع الطرفين المتنازعين (الأوكراني والروسي)، للسعي للقيام بدور وساطة في وقف هذه الحرب التي استمرت الآن لما يقرب من عام ونصف. وقال مسؤول أمريكي للصحيفة: إن الكثير من الفضل يعود للمضيفين السعوديين في الجهود الدبلوماسية الأخيرة.
ويلاحظ عدم حضور روسيا مؤتمر جدة، في حين حضرت الصين المؤتمر، وحسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مؤتمر جدة جاء بعد محادثات مماثلة أخرى جرت في عاصمة الدنمارك، كوبنهاجن، في يونيو الماضي، والتي لم تؤدِ إلى نتائج إيجابية ملموسة، إذ إن الفرق الأكبر بين اجتماعات كوبنهاجن وجدة كان حجم الحضور؛ حيث زاد عدد المشاركين في الأخير بأكثر من ضعفين. ولأن بعض الاختلافات التي ظهرت في اجتماعات كوبنهاجن قد تقلصت في مؤتمر جدة، وأيضًا بسبب أن الدنمارك لن تكون وسيطًا غير محايد بين روسيا وأوكرانيا من وجهة نظر روسيا بسبب انتمائها إلى حلف الناتو.
وقال دبلوماسيون غربيون: إن الاختيار الذي تم للمملكة لاستضافة المناقشات حول أوكرانيا جزئيًا يأملون في إقناع الصين بالمشاركة، نظرًا للعلاقات القوية التي تربط المملكة بالصين. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصين، التي تمت دعوتها لكوبنهاجن لكن لم تشارك فيها، أرسلت وفدًا إلى جدة. وفي الصين، قدمت الصين في المؤتمر خطة مكونة من (12) نقطة لوقف إطلاق النار وعقد محادثات سلام لإنهاء الحرب. وقال كمال، دبلوماسي غربي: إن هناك إجماعًا على أن هذه الحرب ليست أوروبية فحسب، بل تمتد تأثيراتها على الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي على نطاق عالمي.
وأخيرًا، كإشارةٍ إلى نجاح مؤتمر جدة، قدمت المملكة اقتراحًا بإنشاء مجموعات عمل ستعتمد قضايا محددة، مثل تأثير الحرب على العالم، ويمكن أن يشمل ذلك مناقشة السلامة النووية، والآثار البيئية، وأمن الغذاء العالمي. وبالتالي، جعلت نتائج اجتماع مؤتمر جدة الأرض ملائمة لعقد مؤتمر سلام تحت رعاية المملكة، بسبب ثقة كلٍ من روسيا وأوكرانيا في مصداقية وحيادية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولأن روسيا ربما تقدم بعض التنازلات الشكلية لأوكرانيا، بما في ذلك عدم المطالبة بتنحية الرئيس الأوكراني من السلطة مقابل التزامه بعدم الانضمام إلى حلف الناتو وجعل أوكرانيا بلدًا محايدًا.
تلك خطوات تدل على توظيف الخبرة السياسية والعلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى (مع المصداقية في السعي حل الشاكل والنزاعات الإقليمية والدولية) لسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فيما يخدم السياسة والاقتصاد العالمي. والعالم يترقب نجاح المملكة في قيادة هذه المبادرة، وغيرها نحو تحقيق النجاح والسلم العالمي.

أ.د. سفران بن سفر المقاطي

باحث في الإعلام والإتصال المؤسسي والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى