المملكة العربية السعودية عام 2023 “بلد لا يعرف المُستحيل” .. شعب يقف خلف قيادة حكيمة تتمثَّل في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله – كل الأفكار ممكنة وكل الأحلام تصبح واقعًا.. مملكة عظيمة تعم بالخير لها وللمنطقة وللعالم، وآخر شاهد علي ذلك وفي مشهد تاريخي، التحمت بنجاح مركبة “دراغون” بمحطة الفضاء الدولية ISS، ودخل الرائدان السعوديان إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة التي انطلقت يوم الإثنين الماضي، في الساعة 12:35 صباحًا بتوقيت السعودية، من مركز كيندي للفضاء في ولاية فلوريدا الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، من خلال صاروخ “فالكون 9″، ضمن طاقم مهمة AX-2.
وأولت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده علوم الفضاء كل العناية والاهتمام؛ حيث تم إنشاء الهيئة السعودية للفضاء عام 2018؛ لتعنى بكل ما يتعلق بالنشاط الفضائي، وفي مايو 2020 اعتمد مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي للأغراض السلمية الهيئة السعودية للفضاء ممثلًا رسميًا للسعودية في المنظمة، وأدرج شعارها في موقعه الإلكتروني الرسمي.
وفي سبتمبر الماضي، أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء، الذي يهدف لتأهيل كوادر وطنية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، وتأهيل رواد الفضاء السعوديين للمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء.. كما أعلنت السعودية إنشاء المجلس الأعلى للفضاء برئاسة ولي العهد، وتعديل هيئة الاتصالات لتكون تحت اسم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية من أجل التركيز على صناعة سوق الفضاء، وتحفيز البحث والابتكار فيه.
وخلال الربع الثاني من العام الحالي، أعلنت المملكة أخيرًا عن إرسال رائدي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية إحداهما سيدة، في خطوة هي الأولى من نوعها، للاستفادة من اقتصاد الفضاء باعتباره قطاعًا مستقبليًا عملاقًا.
وأطلقت المملكة برنامجًا لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بقطاع الفضاء.
وبعد رحلة استغرقت نحو 16 ساعة منذ نجاح إطلاق مركبة “دراغون” وصلت الرحلة التي كانت محط ترقب العالم في أول مهمة علمية سعودية نحو الفضاء، وانضم طاقمها إلى زملائهم على متن المحطة الدولية، لأداء مهامهم العلمية والبحثية وخدمة البشرية.
ويحمل رائدا الفضاء السعوديان آمال السعوديين لنفع البشرية بنتائج التجارب والأبحاث العلمية التي يستعدان لإجرائها خلال المهمة الفضائية التاريخية، ومن المقرر أن يبدأ رائدا الفضاء السعوديان إنجاز المهمة العلمية وإجراء 14 بحثًا واختبارًا علميًا سعوديًا في مجالات علمية متعددة، على مدار 8 أيام من عمر المهمة الفضائية.
ويبلغ اقتصاد الفضاء تريليونيا على مستوى العالم، كما أنه يُشكل سلسلة طويلة من القيم المضافة من الجهات الفاعلة في البحث والتطوير من خلال الشركات المصنعة للأجهزة والمعدات الفضائية، إلى مقدمي المنتجات والخدمات الفضائية التي يتم تقديمها للمستخدمين النهائيين ما يؤكد أهمية التوجه السعودي لغزو الفضاء؛ حيث أبرمت المملكة العديد من الاتفاقيات منها اتفاقية أرتميس مع وكالة الفضاء الأميركية ناسا، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية، والتي تتضمن الانضمام للتحالف العالمي لعودة الإنسان مجددًا إلى القمر، والتي تدخل هذه الاتفاقية ضمن خطط السعودية للابتكار، واتفاقية مع وكالة الفضاء البريطانية، للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي والتعاون في الأنشطة الفضائية؛ خاصة أن القرار جاء في إطار التكامل في التنظيم بين عالم الاتصالات والفضاء.
ويأتي ذلك التوجه متوافقًا مع التحولات الصناعية والاقتصادية التي تعيشها السعودية ضمن رؤية 2030، وما بين أعوام 2000 و2019 تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمرًا صناعيًا سعوديًا إلى الفضاء بإشراف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لخدمة قطاع الاتصالات الفضائية الحديثة المتعددة التي تشمل اتصالات النطاق العريض والاتصالات العسكرية الآمنة، وتوفير الاتصالات للمناطق شبه النائية والمناطق المنكوبة لاستخدامها في شتى مجالات التنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن يصل حجم اقتصاد الفضاء إلى 1.1 تريليون دولار في عام 2040 و2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050 وتُشكل مجموعة العشرين النصيب الأكبر بنحو 92 % منه وهو مهم في الدخل المحلي لأي دولة، وأن القطاع سيخلق وظائف جديدة ذات اختصاصات فنية معقدة.
0