*لو قُدّر للشاعر المصري أحمد رجب كاتب كلمات الأغنية الشهيرة “شفت أبها” التي تغنى بها صوت الأرض “طلال مداح” -رحمه الله- وعاد لزيارة (أبها) مرةً أخرى لربما كتب قصيدةً جديدةً مجاراة للقصيدة الأولى، ولكن بعنوانٍ سيكون مختلفًا ولا شك !!!
أما ما هو؟ وكيف؟ ولماذا؟
فهذا ما سنأتي عليه هنا وسأكفي الشاعر عناء وحرج الإجابة على التساؤلات سواءً كان على قيد الحياة أو كان متوفيًا -رحمه الله-.
*طبعًا الزائر لأبها يلحظ تطورًا كبيرًا على مستوى الفنادق والمنتجعات والمولات والمطاعم والكافيهات والخدمات والطرق لكن المنتزهات الوطنية وتحديدًا الحكومية منها، والتي اشتهرت بها المنطقة ظهرت بشكلٍ مغايرٍ وصادمٍ لعشاقها، ونأخذ على سبيل المثال المنتزه الطبيعي الأشهر والأجمل بالخليج، وهو منتزه (السودة) فقد فوجئ الأهالي والزوار والمصطافون ومنذ العام الماضي بتغيراتٍ كبيرةٍ طرأت عليه كان أقساها هدم أحد أشهر المعالم العمرانية والسياحية في تلك البقعة الغناء وهو فندق انتركونتننتال السودة في قرار عجيب جدًا؛ ليلحق بمعلم آخر شهير بالمنطقة تم هدمه في فترة سابقة وهو دوار (القصبة)؛ والغريب أن الحجة التي ظهرت لهدم الفندق هي التطوير ! وحتى وإن سلمنا بذلك فإنه كان يفترض إيجاد حلولٍ أفضل أسهلها ترميم الفندق وإعادة تأهيله وتهيئته وهذا ما يُعمل به في كل دول العالم وهو المحافظة على المباني السياحية القديمة ذات الإرث الكبير فما بالك والمهدوم فندق بتلك الفخامة والضخامة والجمال؛ بل إني أستبعد تمامًا ومهما كان التطوير أن يُبنى مثل ذلك الفندق التحفة، وهو الذي ارتبط بذاكرة ووجدان أهالي المنطقة وزوارها، ونستمر في (السودة) أيضًا فنجد أمرًا أخر لا يقل غرابةً وفوجئ به جميع زوارها هذا العام وهو إغلاق المنتزهين القديم والجديد يعني أصبح الزائر يمر (بالسودة) وعلى تلك المنتزهات الخلابة مرور الكرام ويُلقي عليها فقط نظراتِ السلام وهو قابعٌ في سيارته، وكم كان المنظر غريبًا وغير مألوفًا، وأنت تتجول وتقطع السودة في ظرف نصف ساعة أو أقل بعد أن كان ذلك يأخذ وقتًا طويلًا من شدة زحام المصطافين والسيارات؛ ثم نتوجه للمنتزه الحكومي الثاني شهرةً بعد (السودة) وهو منتزه (دلغان) فنجده أيضًا قد أصبح في وضعٍ مغاير تمامًا حيث بات الدخول إليه يتطلب دفع رسومٍ ماديةً في قرارٍ جديد وغير متوقع؛ وبعد ذلك سيجد المتوجه لمنتزه الأمير سلطان (المسقي) ذات الأمر، وقبلها وكما يعلم الجميع أُغلق ومنذ سنوات طويلة المنتزه الثالث شهرةً بالمنطقة وهو منتزه (القرعاء)؛ لينضم بذلك لمنتزه أو محمية (الجرة) والتي لا تُرى كما يعلم الجميع إلا استراقًا من خلف القضبان الموصدة أو من خلال الصحف سابقًا، وفي مقاطع بعض المشاهير حاليًا !
*أخيرًا فرض الرسوم المادية قد يكون مقبولًا عند الدخول للمنتزهات والحدائق الجديدة أما فرض ذلك على منتزهات حكومية طبيعية قائمة منذ سنين طويلة فهذا غير مقبول؛ وإغلاق بعض المنتزهات دون وجود أسباب واضحة لا يدعم السياحة وخططها على الإطلاق، وكُل ما سبق يجعلنا على ثقة بأن الشاعر أحمد رجب وفيما لو قُدر له زيارة (أبها) مرةً أخرى ووقف على منتزهاتها التي تغنى بها سابقًا؛ فإنه سيكتب قصيدةً جديدةً فيها، ولكنها ستأتي بعنوانٍ مغايرٍ هذه المرة وهو: ما شفت أبها !.