لا يخلو شيء من الذوق إلا إذا تحوَّل المذاق إلى مذاق خارج التذوق الإنساني؛ فليس من المُستغرب أن نجد هؤلاء في أي مجتمع حين يكون ذوقهم مستغربًا؛ فلكل شيء أيضًا متطرفون حين يمارسون الخروج عن الذوق العام متجاهلين الضوابط السلوكية في الأماكن العامة التي يجب أن تحترم في ذوق عام متفق عليه في طبع الإنسانية التي تقوم على ضوابط أخلاقية تُحافظ على الأمن والسلام في ممارسات الإنسان؛ فليس التطرف إلا سلوكًا يُمارس الخروج عن العقل والقلب من هياكل بشرية تقفز خارج طبيعة الإنسان، وتستهين بتلك الكرامة التي يتميز بها الإنسان عن بقية الكائنات فلقد ظهرت شعارات تمتلك مسميات گحرية شخصية وحرية تعبير إلى آخره في مجتمعات تفتقد الذوق العام الذي يسمو ويرتقي في المجتمع في سلوكيات يتميز به الإنسان حين يحترم الذوق العام في نواحي الحياة؛ فقد نجد ان البعض يقفز خارج حدود الذوق العام، ويخرج عن سياج قوانين إنسانية وجدت من أجل المحافظة على المجتمع الإنساني وتخاطب القلوب قبل العقول عبر خطاب إنساني؛ كن في طبعك كما خلقت تحمل كرامة فلا تهينها أنت بنفسك، وتأتي يومًا تحدثني عن الكرامة الإنسانية بلسانك وأفعالك لا تتفق مع الطبع الإنساني الذي تحمل صورة منه مع فقدانك الهوية الأصلية.
