المقالات

تاريخ المجلات العلمية!!

تُمثل المجلات العلمية ذات التأثير العالي أوعية معلوماتية ثرية للنشر العلمي، ينشر فيها أحدث البحوث والاكتشافات والمقالات العلمية في مختلف ميادين المعرفة لعلماء ومفكرين وأدباء من مختلف بلدان العالم، ويمكن الاستشهاد والاعتماد بما فيها من معلومات، وفي العادة يكون من الصعب النشر في تلك المجلات؛ لأنه يتطلب الأمر اتباع معايير ومحددات كثيرة.
من بين هذه المجلات؛ مجلة الطبيعة البريطانية (NATURE) وهي من أعلى القيم بين المجلات المحكمة، صدرت عام (1869م)، ومجلة المشرط (THE LANCET) التي أسسها الجراح الإنجليزي (توماس واكلي) عام (1823م)، ومجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) والتي تأسست عام (1883م)، والمجلة الأمريكية للعلوم (Science)، والتي تعتبر واحدة من أفضل المجلات الأكاديمية في العالم تأسست عام (1880م).
اعتمدت في هذه السطور على معلومات موثقة خلال زيارتي الأخيرة للمكتبة الوطنية البريطانية العريقة بلندن؛ وجدت فيها أن جمعية لندن الملكية البريطانية لتحسين الطبيعة والتي تعرف اختصارًا بالجمعية الملكية البريطانية هي واحدة من أهم الجمعيات العلمية، وهي هيئة تعمل على نشر العلم والاكتشافات، تم تأسيسها عام 1660م، وتعتبر هذه الجمعية مؤسسة تتبع المملكة المتحدة، حيث تقوم الحكومة البريطانية بدفع 30 مليون جنيه سنويًا لتمويلها.
ومجلة المداولات الفلسفية (Philosophical Transactions)، وهي مجلة علمية كانت تنشر بواسطة الجمعية الملكية البريطانية، وقد تأسست هذه المجلة عام (1665م)، وعرفت باسم “صحيفة العلماء” وكان ذلك على يد عدد من العلماء؛ بهدف نشر الأبحاث والمقالات العلمية وجذبت تلك المجلة كثيرًا من المتخصصين، وتعتبر أول مجلة نشر علمية في العالم، وأطول مجلة علمية مستمرة حتى وقتنا الحاضر.
نشرت هذه المجلة العريقة عبر القرون العديد من الأبحاث والاكتشافات العلمية التي خطت بالبشرية خطوات إلى الأمام، وقد ساهمت شخصيات أكاديمية وعلمية بارزة في نشر أبحاثها وابتكاراتها العلمية المميزة في هذه المجلة، ومن أشهر هذه الشخصيات:
العالم البريطاني السير إسحاق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية الأرضية وقوانين الحركة الثلاثة، والجراح البريطاني بينجامين فرانكلن الطبيب الخاص لكل من الملكة فيكتوريا والملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس ومندوب بريطانيا في المؤتمر الصحي الدولي الذي عقد في روما عام (1907م)، وعالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين صاحب نظرية التطور، والتي تنص على أن كل الكائنات الحية تنحدر من أسلاف مشتركة، وكذلك العالم البريطاني مايكل فاراداي أحد مؤسسي علم المجال الكهرومغناطيسي، والعالم آلان تورينج عبقري الحرب العالمية الثانية والأب الروحي للحاسوب، ومنهم جيمس ماكسويل الفيزيائي صاحب المعادلات الهامة التي فسرت الموجات الكهرومغناطيسية، وكذلك وريث العالم السير إسحاق نيوتن والذي وضع “نظرية كل شيء” لتفسير الكون العبقري البريطاني ستيف هوكينج، وأخيرًا العالم الهولندي أنطوني ليفينهوك، والذي يعتبر أول من استخدم المايكروسكوب، ويعود له الفضل في اكتشاف الكائنات الحية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى