يلعب التعليم دوره المهم في رسم هوية الأوطان في مراحل التعليم كلها؛ فالمختص في المناهج التربوية وبنائها وتطويرها يدرك ذلك؛ بل إن من خصائص المناهج المعاصرة عدم إغفال التربية الوطنية، وإثبات هوية الوطن من خلال الإرث التاريخي، والحضاري، والاجتماعي، والمعتقدات التي يعتقدها الوطن.
أظن أن نحن في وطننا المملكة العربية السعودية في فترات زمنية سابقة؛ نتيجة لمؤثرات أخرى كانت الهوية السعودية شبه مغيبة إلا من الاسم فقط، إذ إن مصطلحي الهوية العربية والإسلامية هو الأغلب في الحراك الثقافي، والفكري، والأدبي حتى في المناهج التعليمية والمقررات الدراسية، وكأننا نحن الذين ندين بالدين الإسلامي وهذا لا عيب فيه؛ ولكن هويتنا الوطنية السعودية كانت تتوارى خلف الهويتين الكبرى “الإسلامية والعربية”.
هويتنا الوطنية في فترات زمنية كانت في أضيق الحدود وعلى استحياء. اليوم نمر بمرحلة تحول جذرية في ظل وجود قرار شجاع، وفي ظل وجود الاتصال الحديث المؤثر ومن خلال ذلك نرى بروز يشار إليه بأننا لنا هوية سعودية مختلفة جذريًا عن السابق. ما دور التعليم؟ أرى تضمين المناهج المعاصرة قيمًا جديدة تناسب هويتنا الوطنية التي بدأت تبرز وتظهر وقيم معاصرة تناسب مرحلة التحول الوطني الذي نعيشه، وإبراز وعي المواطن السعودي وإدراكه لأهمية وطنية من بداية توحيد الوطن حتى هذه اللحظة التي نعيشها ففي فترات سابقة كانت التحديات التي تواجه الوطن وكيف وقف المواطن السعودي مع قيادته كتحدٍّ لتلك التحديات التي ظهرت كالمد القومي، والحركات المتطرفة التي ما زالت مستمرة حتى يومنا؛ فمع تلك المؤثرات لم يلتفت المواطن السعودي لتلك الصيحات والأفكار الحزبية التي اكتشف في هذا العصر عدم تقديمها للشعوب العربية التي تبنتها نجاحات إلا نجاحات وقتية.
خلاصة القول: على تعليمنا تعزيز قيم وطنية تناسب هذا العصر.