نظام التعليم يبني الأمة وهو مسؤول عن بناء مجتمع متطور يرى أثره من خلال سلوك الناس في المجتمع. فمن خلال التربية والتعليم يمكن تشكيل هويتهم وإصلاح توجهاتهم وتنقيح عاداتهم، وتثقيف فكرهم. والدور الكبير يقع على عاتق المعلمين في التعليم الأساسي أو دكاترة الجامعات.
إذا لم يستوعب من يقومون بالعملية التعليمية أهمية جانبي العملية التعليمية وهما التعليم والتربية، ففي المراحل الأساسية تتم التربية من خلال القدوات التي يتعلمون منها فيكسبون العلم من خلال شرحهم، ويكتسبون التربية من خلال سلوكهم الإيجابي، وإذا لم تكن العملية التعليمية مهتمة بذلك فنحن نعزز من مكانة تلقين التعليم لأن التربية توفر التفاعل بين الأستاذ والطالب؛ فالطالب من خلال ذلك يحب أستاذه ومادته أيضًا فتلقاه طالبًا مبدعًا في دراسته ومؤثرًا بسلوكه يعكس نظام المدرسة والأسرة؛ فيجسدهما في واقع الحياة من خلال مراحل عمره منذ الطفولة إلى الشباب في رجولة مكتملة.
تتشكل شخصية الطلاب بالأسلوب الذي يمارسه المعلمون معهم ليس فقط في الفصول الدراسية، ولكن أيضًا من خلال سلوكهم في المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات عبر اللقاءات والأنشطة اللاصفية ورؤيتهم في المجتمع. والشخصية يحدث أحيانًا فيها انفصام بين جانبيها العقلي المتمثل بما يدرسه الطلاب من قيم وبين النفسي المتمثل في السلوك الذي يعكس تلك القيم؛ فيخرج لنا طلاب لديهم إعاقة في شخصيتهم، ولذلك ينبغي التركيز في إتقان عملية التدريس ليفهم الطلاب مع تقدير مستويات الاستيعاب لديهم والأخذ بيدهم لتحسين مستوياتهم الدراسية، وتشكيل عقلياتهم بغرس القيم التي تشملها المناهج والتي يقدم المعلم تطبيق لها في السلوك ليتقبلها الطلاب في واقعهم تجسيدًا في تعاملهم مع الناس.
ومن الملاحظ أن الطلاب قد ينسون الدروس التي تعلمونها ولكن لا ينسون القيم التي غرست فيهم من معلميهم ينالون أجرها في الدنيا والآخرة. كما أن عملية التربية لا تتوقف في التعليم الأساسي، ولكن أيضًا في التعليم الجامعي من خلال التوجيه والإرشاد من الأستاذ الجامعي بقوله وسلوكه دون وضع الحواجز بينه وبين طلابه، فهناك إلى جانب الساعات المكتبية التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي ينبغي للدكاترة تشجيع الطلاب على التواصل معهم عن بعض المشاكل التي تواجههم والاستفسارات التي يريدون الإجابة أو التوضيح عليها.
ورسالتي للطلاب أن يهتموا بطلب العلم وتحصيله والتميز فيه بفهمه واستيعابه وتطبيقه، لأن العلم هو من سينقلهم نحو المستقبل، ويجعلهم مهيئين لسوق العمل وقادرين على تجاوز كل متطلباته بتخصصاتهم وقدراتهم ومميزاتهم، وعليهم اختيار التخصص المناسب لهم والملائم لمستقبل سوق العمل وبمواصفات فيها تحدي وجدارة. والمملكة العربية السعودية أعدت الكثير من المشاريع وفق رؤيتها 2030 لمختلف التخصصات بكوادر سعودية متطورة للعمل فيها وإدارتها وسد حاجتها. وأن يكون ما درسه الطالب هو لمواجهة المستقبل والعمل فيها بمميزات تناسب سوق العمل ومتطلباته وحتى لا يتعرضون للباطلة.
عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى