لم نُخلق لنكون مطمئنين طيلة الوقت ، سعداء كُل ساعة ، ولا تَمرُّ بنا عواصف المشاكل والأزمات ، ولا تصيبنا مخاوف الإحباط واليأس !
نحنُ خُلقنا لعبادة الله سبحانه وتعالى ولنكون خلفاء أقوياء نحارب مايُؤلم قلوبنا ، ويُعكّر مزاجنا ويطمسُ نجاحاتنا !
وُّجدنا لنُثبت لأنفسنا وللعالم قُوتنا وقدرتنا على النصــر وتحققق الأمنيات والآمال والأحلام وتجاوز كل مراحل الإخفاق المؤلمة ، فنحن بكل هذه العزيمة الفولاذية والإصرار العجيب والروح المتحدّية الوثّاية نُغيّرُ ونتغيّرُ للأفضل والنجاح حتى نرى العالم الكئيب جميلاً ورائعاً .
نحنُ هنا ليس لمُجرد إختبارٍ يُحدد مَصيرنا ، فلا شيء حقيقي مادي أمامنا فنصدر أحكامنا عليه ، ولا شواهد وقرائن واقعية تمنحنا التقييم !!!
إن كل مايُحزننا وهم على وهم وقناعات شخصية لا أكثر ، وكُل ما يُسعدنا نحن سَبب وجوده وحقيقته ؛ فالتشاؤم والتفاؤل هي نظرتنا للحياة ، وما مشاعِرنا وأفكارنا إلا لّلحظه الحالية التي نعيشها ، وما بعدها أما أن تَجعلك تُصدقها وتبدأ مسيرة عظيمة لانهاية لها ، أو قد لا تستطيع فتُسبب لك إرتكاب المزيد من الفَشل تجاه قَلبك وأفكارك وتصوراتك القديمة والحديثة أيضاً !!!!
هذه أوراق الاختبار بين يديك أأنهيت حلّها ، أم مازلت تُحاول أن تُصحّح بعضَ الأخطاء وتتجاوز العقبات قبل ساعة النهاية ؟
إن الوصول لثقافة الوعي والتعايش والتصالح من الذات والناس والمجتمع بما فيهم المختلفين معك في الأفكار والقناعات والميول هو الوصول للوعي التام والحكمة التي تمنحنا حسن الاختيار والذي ينسحب انسحابا تاماً على كل ما يمر بنا وتنعكس على تصوراتنا وتجاربنا في الحياة !!!!!
فالوعي ليست نظريات ومعارف مبنية على حالات انفعالية فلسفية ولا على قناعات صلدة – لا تتغير مهما كانت الظروف التي تطرأ عليها –
فالوعي ثقافة عالية وقيّمة إنسانية عظيمة لا يصلها الإنسان إلا عندما يؤمن بحقائق الوجود كما هي ويتكيّف ويتعايش ويتصالح معها بل ويصل للصداقة معها كذلك وتوظيف الأفكار الايجابية وجاذبيتها حتى يعيش الحياة براحة تامة .
فكرة أخيرة :
الوعي الحقيقي هو وعي الإنسان بنفسه وأعماقه وذاته دون الولوج في أعماق بعيدة ليست له علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد .