بلغت نسبة المصابين بداء السكري في العالم 8.5% من مجموع البالغين في الفئة العمرية من 18 عامًا فما فوق وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2019، وكنت واحدًا منهم! حيث بدأت معاناتي قبل ستة عشر عامًا بالصدمة بعد تشخيصي كمريض ثم التجاهل والإهمال واللامبالاة حتى وصلت إلى المعاناة من مُضاعفات السكري كاعتلال شبكية العين، وأجريت خمس عمليات ليزر وحقن واعتلال في وظائف الكلى ووصلت نسبة الكرياتين قبل شهر من كتابة هذه السطور إلى 1.8 وكأني كنت بحاجة لمصيبة كبيرة كانفصال في شبكية عيني اليمنى حتى أدرك خطورة التهاون مع هذا الصديق الغادر؟! كنت أخدع نفسي باعتبار رفع جرعة الأنسولين كما كان ينصح الأطباء كفيلًا بالسيطرة على هذا الداء حتى وصلت الجُرعة اليومية إلى ٩٠ مل لكن في التحليل أجد نسبة التراكمي تقُارب ١٣ وقياس السكر صائم غالبًا يُلامس ٣٠٠ وفاطر يتجاوز ٥٠٠ وأحيانًا HI؟!
كنت أحافظ على تناول الخبز الأسمر لكن يبدو أن حساسية مريض السكري ومقاومة القمح للأنسولين لا تفرق بين النوعين فقررت الامتناع نهائيًا عن أكل الخبز؟! ولم تكن نهاية العالم كما كان يُخيل لي عند التفكير في تغيير نمط حياتي، وكانت المفاجأة وكان الأمل الذي أقدمه لكل مريض يُعاني من ارتفاع نسبة السكر رغم حرصه على تناول العلاج؟ لقد نزل السكر لمستويات لم يسجلها خلال ١٦ عامًا فكانت ما بين ٩٢ و١١٤ صائم وحينما يرتفع يتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٢٥٠ فاطر ويكفي ١٠ مل من الأنسولين السريع لضبطه لأقل من ١٢٠ وكان ذلك أشبه بالمستحيل! ولولا أني خضت التجربة بنفسي ما صدقت؟!
اسأل مجرب؟!
لو من حقي أقدم نصيحة فالأفضل عند تغيير نمط الأكل بالامتناع عن تناول الخبز يكون ليومين في الأسبوع بداية لأن الإنسان قادر على التكيُّف بالتدريج مع كل جديد فضلًا عن أن النتيجة التي سيحصل عليها المريض من خفض مذهل وغير مسبوق في نسبة السكر بالدم ستحفزه للاستمرار، ويمكن الاستعاضة بخبز الدخن عن باقي أنواع الخبز.
واليوم أتمنى أن تصل رسالتي لكل مريض بالسكري قبل فوات الأوان؟!
0