المقالات

سيفان في غمد الإبداع !

سيفان في غمد الإبداع الأدبي شعراً هما : الشاعر الدكتور عبد الواحد الزهراني عميد كلية التربية حاليا بجامعة الباحة وهي مناسبة لنبارك له ثقة مدير جامعة الباحة الذي عينه مؤخرا على هذا المنصب الأكاديمي الإداري وهو المتميز في الشعر الجنوبي الشعبي والذي له قصائد كثيرة تصب أغراضها في المصلحة العامة للمجتمع في الوقت الذي تثير النقاش الواسع في أوساط المجتمع حول معانيها وأهدافها ومقاصدها في الوقت الذي يقف بالند اشاعر الفصحى الذي يلقب ب” بحتري الباحة ” الذي بدأ بالشعبي في بداية مشواره الأدبي ثم احترف صناعة القصيدة الفصيحة المقفاة فواءم بين الشعرين إنه الشاعر حسن بن محمد الزهراني ” الراوي ” رئيس النادي الأدبي بالباحة الذي تشرفت بالعمل معه نائباً له وهنا لابد من وقفة إكبار لهذين العلمين في ساحة الشعر بنوعيه ( الفصيح والشعبي ) وإن كان من الصعوبة بمكان التفريق بينهما من حيث الإبداع ولكل منهما جمهوره ومحبوه وهم كثر وعندما نستعرض هاتين القامتين فإننا نشير إلى المساحة المحلية والخليجية والعربية فقد برز الشاعر الدكتور عبد الواحد محليا بصورة عامة وبصورة خاصة في المنطقة الجنوبية فيما حاز الشاعر حسن الزهراني في شعر الفصيح مكانة واسعة محليا وعربيا تشهد له عدد من الرسائل العلمية التي نال أصحابها درجات علمية تشرفت بحضور مناقشتها في معيته داخل المملكة وخارجها .
دار النقاش في الأوساط الثقافية حول قصيدة ” طريق الجنوب ” التي صدح بها الشاعر الدكتور عبد الواحد في إحدى المناسبات الشعبية ” العرضة ” واعتبرها بداية ظهوره الإعلامي المميز سواء عبر وسائل الاعلام أو في المجالس والتي كانت موضع ترحيب واستماع في أوساط المجتمع بوجه عام وفي مناطق الجنوب على وجه التحديد الذي كان ينتظر بفارغ الصبر ازدواجية هذا الطريق الذي يحمل اسم المؤسس – يرحمه الله – فأطلق عليه مرتادوه نعوت وتسميات تشير إلى حجم المعاناة وحجم الألم الذي تجرعته قلوب الكثير من الأسر بسبب الحوادث المرورية التي ذهب ضحيتها من جميع الأعمار من الجنسين وحتى جاء الفرج على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بعد زيارته لمنطقة الباحة في عهد الأمير محمد بن سعود – يرحمهما الله – فتمت ازدواجيته ضمن مشاريع الخير التي أعلنها في حفل استقبال الأهالي له وانتهت المعاناة ولم يبق منه إلا مائة متر في وادي “بوا ” مازالت ترزح تحت وطأة التعثر حتى تاريخه بالرغم من كثرة الكتابات والنداءات لاستكمال هذا الجزء البسيط .
نعود للقصيدة الأم التي ولدت من رحمها قصيدة الشاعر الدكتور عبد الواحد الزهراني والتي اعترف بها أمام الجمهور في إحدى المناسبات بجمعية الثقافة والفنون حسب تأكيد الشاعر عبد العزيز أبو لسة ونشرها الشاعر حسن في تغريدة بتويتر بقول ابو متعب حرفيا : من أجل الفصحى ومن أجل حسن وأضاف قائلاً : لدي سِرّ أريد أن أبوح به لكم لأول مرّة هو : أن أهم قصائدي التي شكلت تحولا في تاريخي أنا شخصيا هي لحسن ” قصيدة خط الجنوب أصلا استوحيتها من نص لمبدعنا الكبير الشاعر حسن وله على ذلك الشكر وواصل حديثه بعبارات مداعبا بها الشاعر حسن الزهراني الذي كان حاضرا حيث بادله بابتسامته المعهودة التي تشير تأكيد قوله سابقا بأن قصيدته الفصيحة سبقت قصيدة الشاعر الدكتور عبد الواحد عندما أثير الموضوع في إحدى الصحف المحلية بالإشارة لما صرح به في مجلة فواصل بأن قصيدته سبقت قصيدة الشاعر حسن الزهراني وفي هذه الأمسية الأدبية بحضور جمع من المثقفين والاعلاميين وضع الشاعر عبد الواحد حدا للالتباس واللغط الذي حصل من عدة سنوات مؤكداً أن قصيدته كانت بعد قصيدة الشاعر حسن وأنها مستوحاة منها والتي عنون لها بالفصحى “سفّاح الجنوب “ومعها صورة لحادث مروري تحته شرح بأن ضحايا هذا الطريق من قريته وما حولها ( 150 ) ضحية كاستدلال على شناعة حوادثه المرورية .عموما بعد أن حضر الماء بطل التيمم كما يقال ولا مشاحّة من وجهة نظري بين الشاعرين بأن يتكئ النص المتأخر على الذي سبقه بل واعتبره أنا يدخل في قيمة التناص الأدبي من جهة ويعطي النص السابق أحقية منحت النص التالي قوة شعرية ظهرت بسرعة الانتشار والترديد في المجالس في أوساط متذوقي الشعر الشعبي وهم كثيرون على مستوى الوطن والشيء من معدنه لا يستغرب .
يظل شاعر الفصحى الزميل حسن الزهراني مرجعا ويظل الشاعرالشعبي عبد الواحد الزهراني مبدعا وكلاهما عينان في رأس الأدب بمعنييه الأخلاقي والإبداعي وإليكم نسوق استهلالات من القصيدتين جاءت الأبيات الأولى بالفصيح للصديق حسن الزهراني الذي نشرها في منتصف رجب عام 1415هـ في جريدة الندوة في ملحقها الأدبي الذي كان متميزا كل يوم أحد تحت إشراف المرحوم بإذن ربه ” محمد المفرّجي ” الذي تشرفت بالعمل معه وهنا بدأ الشاعر حسن قصيدته بقوله:
يا طريق الجنوب كم من حبيب
قد فقدناه في طريق الجنوب
يا طريق الجنوب كم من حزين
ذاق من راحتيك كأس الخطوب
يا طريق الجنوب في كل شبر
منك سهم للفتك للتعذيب
إلى أن قال في ختامها :
يا طريق الجنوب كم من دماء
سُفكت فيك ما لها من ذنوب
وأردف بالقول :
كم دماء شربتها لست تروى
أيها الوغد من دماء القلوب
ثم جاءت قصيدة الشاعر عبد الواحد ” خط الجنوب ” مؤكدة ما حملته أبيات النص الفصيح حيث قال على لحن العرضة الجنوبية :
قال أبو متعب الله لا يسامحك يا خط الجنوب
كلها جرعه او ثنتين حتين يروون العطاشى
وانت عطشان ما تروى على ما شربت من الدما
إلى أن قال :
كم غلامٌ يقول احرمتني من مناي ومن شبابي
ويتيم”ن ” يقل لك يا طريق الجنوب ايتمتني
وبإمكانكم العودة للقصيديتين المنشورتين في الصحف أو اليوتيوب ولا أريد الدخول في الاقتباس والتماهي بين القصيدتين لثقتي بفهمكم ولكني هنا أقف إجلالاً للشاعرين العملاقين وبخاصة لأبي متعب لشجاعته الأدبية التي جاءت في وقتها اعترافاً بالسبق لأبي محمد كما أهنئه بثقة مدير جامعة الباحة بتعيينه عميدا لكلية التربية بالجامعة في الوقت الذي أشد على يده بأن أعلن اعتزاله المشاركة في العرضات الشعبية بعد أن تربع في قمم الشعراء الشعبيين الأحياء بالمنطقة مع زملائه الشعراء عبد الله البيضاني والدرمحي والدكتور الشيخي ورياض الخزمري وكثير من شعراء العرضة في جنوبنا الغالي الذين أثروا الساحة بقلائد من قصائد العرضة والمجالسي وشاركوا في كثير من المناسبات الوطنية والعامة والخاصة حتى كونوا ثروة كبيرة وواسعة في مناطقهم ومناطق ومحافظات المملكة .
انعطاف قلم :
تشرفت بكتابة قصيدة أسميتها ” تاج القصائد ” والتي حملت نسب قبيلة زهران وفروعها على مستوى العالم العربي بدءا من أصل القبيلة في منطقة الباحة تهامة وسراة وأزعم بأنها غير مسبوقة كما ذكرت ذلك في ختامها ولكن لحق بها قصائد مديح في القبيلة مستحق بعضها على شكل شيلات ويظل الإبداع بابا مفتوحا يدخله المبدعون بلا استئذان دمتم ودام ألقكم إلى أن نلقاكم .

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى