الحادي والثلاثون من أغسطس يوم يفرض نفسه في ذاكرة الوطن بما يحمله من ذكرى عزيزة لدى كل مواطن ومواطنة في وطننا الغالي… إنه ذكرى مولد ولي العهد المحبوب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وقد ولد سموه قائدًا ونشأ زعيمًا، ساعده في ذلك شخصيته الكاريزمية، وقدرته على التأثير على الآخرين بحضوره الطاغي، وتجلت في ملامحه سمات العبقرية السياسية منذ نعومة أظفاره، واستطاع أن يكسب ثقة والده ومحبة شعبه عندما تقلد منصب ولي العهد وهو في ريعان شبابه، فاستطاع أن ينقل المملكة في فترة قياسية مبهرة إلى مصاف الدول المتقدمة، عندما أعاد صياغة السياسية الخارجية السعودية لتصبح أكثر برجماتية، وعندما جعل للمصلحة الوطنية العُليا أهمية قصوى في سلم أولويات المملكة، وعندما جعل المعاملة الندية مع دول العالم قاطبة والمعاملة بالمثل ملمحًا مهمًا وأساسيًا في السياسة السعودية، وعندما جعل لكل شيء مقابلًا، مانحًا للمملكة بهذه المستجدات مكانة جديدة لبلاده بين الدول، كدولة لها وزنها السياسي وثقلها المتميز في المجتمع الدولي، وتتجلى العبقرية السياسية لسموه في تحقيقه لهذا الوضع الجديد للمملكة دون أي تفريط بثوابتها العقدية وقيمها المتوارثة التي أعطت للمملكة ملامحها الأساسية كدولة محبة للسلام والعدل، واحترام المواثيق والقرارات الدولية، متمسكة بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف وفي مقدمتها الاعتدال والتسامح والوسطية، وتعززت ثقة خادم الحرمين الشريفين بسمو الأمير محمد بن سلمان بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء العام الماضي (2022 م)، وهو ما زاد من عزيمة وإصرار سموه على المضي قدمًا، وبكل ما يملك من جهد لدعم المسيرة السعودية نحو المزيد من التميز والنجاح.
واستطاع سموه أن يحقق منذ مبايعته وليًا للعهد في يونيو 2017م إنجازات في فترة زمنية تفوق الخيال، في مقدمتها مشروع “رؤية المملكة 2030” التي طرحها في 25 إبريل عام 2016م؛ بهدف تنفيذ إصلاحات هيكلية لإخراج المملكة من اقتصادها المعتمد على النفط، ومن خلال تأكيدها على التنويع التكتيكي لمصدر إيرادات المملكة عن طريق بناء مصادر دخل إضافية في مجالات الطاقة والسياحة والرياضة والترفيه والتجارة الدولية.
بالإضافة إلى أنه أتاح للمملكة الانفتاح على أنواع متعددة من الاستثمارات، إلى جانب سعيه لأن يكون صندوق الاستثمارات السعودي أكبر الصناديق السيادية عالميًا، وتحفيز القطاع الخاص ليكون داعما أساسيًا بمستهدفات الرؤية ضمن برنامج “شريك”.
وأبدى سموه حرصه على زيادة الاستثمارات في المملكة من خلال إنشائه لصندوق ضخم مهمته تطوير المشاريع الضخمة للمشاركة في تحفيز الاقتصاد، ومن المشاريع التي شملها هذا الصندوق مشروع “أمالا”، ومشروع “نيوم”، بالإضافة إلى مشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية، وغيرها من المشاريع الضخمة. واهتمت رؤية 2030 بالمرأة وتمكينها في المجتمع ورفع شأنها، من خلال السماح للمرأة في قيادتها للسيارات، وتحسين بيئة العمل للمرأة، وزاد من فرص عملهن وسمح للمرأة بممارسة الرياضة، وحضور مباريات كرة القدم. ويركز سموه في مشاريعه وخططه- إلى جانب الرؤية- على الشباب؛ حيث إن حوالي 70٪ من سكان المملكة البالغ عددهم 34 مليون نسمة هم أقل من 30 عامًا. وقد استطاع سموه منذ اللحظة الأولى لتوليه منصبه، الوصول بالمملكة إلى العالمية، من خلال مشروعاته التنموية والاستثمارية، والأهداف والطموحات المستقبلية في شتى المجالات الاستثمارية والعلمية والثقافية والاجتماعية، وتفاعل المملكة الإيجابي والفاعل مع الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية، واتخاذها سياسة متوازنة في علاقاتها بالدول الكبرى. واستطاع سموه بجولاته العالمية ولقاءاته المتعددة بزعماء الدول الكبرى أن يحقق لبلاده مكانة متقدمة ومتميزة في مجتمعها الدولي.
واستطاع سموه بجولاته العالمية ولقاءاته المتعددة بزعماء الدول الكبرى أن يحقق لبلاده مكانة متقدمة ومتميزة في مجتمعها الدولي. حمدًا لله أن قيض لوطن العزة والشموخ هذا القائد الشاب سمو الأمير محمد بن سلمان الذي استطاع في فترة زمنية قياسية أن يضع الوطن في مصاف الدول الأكثر تقدمًا وطموحًا وتميزًا في العالم.