المقالات

التقارب السعودي الإيراني نجاح لسياسة محمد بن سلمان الإصلاحية

لو كانت الزعامة بالأقوال والتمني لاستطاعت الطيور وهي تغرد فوق الأغصان أن تحصل على الزعامة، ولكن الزعامة صفة شخصية تكتسب من خلال الجد والاجتهاد.
وهذه الصفة العظيمة تتجلى في عالمنا اليوم؛ نتيجة جهود العاملين الأوفياء لأوطانهم، والمخلصين لدينهم.
ونجد أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها إلى اليوم قيادتها الرشيدة الحكيمة بأيدٍ آمنة قوية في تقديم العطاء للمواطن والمقيم والزائر.
ومن زعماء عصرنا على مستوى العالم بأسره حامل راية الإصلاح ومحاربة الفساد، من جمع بين الشدة واللين في تثبيت الأمن والاستقرار صاحب السمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
جاء في وقت عالمنا العربي والإسلامي بل العالم يحتاج إلى زعيم يقوم بلعب دورًا إيجابيًا كبيرًا في خدمة الإنسانية؛ لتحقيق السلام العادل والشامل في العالم.
نظر إلى المملكة العربية السعودية بحكم التاريخ أولًا، والجغرافيا ثانيًا، وبما توفرها لها من إدارة لأهم المقدسات الإسلامية فأكد سموه الكريم بجولاته العالمية، وحسن سياسته الحكيمة زعامة المملكة العربية السعودية دينيًا، ودوليًا في المجموعة العشرين الكبار.
فمن هنا وجدت إيران نفسها على أنها لن تستطيع مواجهة المملكة العربية السعودية في خلافها معها؛ لأنها تدرك تمامًا أنها لا يمكن أن تنافسها على الزعامة الدينية باعتبار أن العالمية الساحقة من المسلمين هم من السنة، وبالتالي لا سطوة لولاية الفقيه عليهم، فتبدو إيران هذه كأنها تعرف ذاتها بالتناقض مع الآخرين.
وبينما تتجه المملكة العربية السعودية إلى الاندماج ضمن المنظومة الدولية الفاعلة، وبعد أن قفزت أشواطًا بعيدة في التأسيس للدولة بمفاهيمها الحديثة، نجد إيران تسير في الاتجاه المعاكس، لا يغيب عن عين الناظر للأمر في إيران وجود برلمان وانتخابات ومؤسسة رئاسية وصحافة وغيرها من عناوين الدولة الحديثة، لكن ذلك لا يحجب أيضًا وجود إرادة طاغية تُمثل بالمرشد والحرس الثوري الإيراني.
لكن مصالح الدول الكبرى لا تتحقق بالحروب والدمار دومًا، بل هناك من يسعى منها إلى مد جسور التعاون الاقتصادي بعيدًا عن الخراب والقتل مثل: الصين والهند وغيرهما.
إن سياسة إيران التدميرية وتدخلاتها في شؤون الدول جعلتها في عُزلة دولية، وذلك منذ قيام ما تُسمى بالثورة الإيرانية على يد الخميني 1979، فتضرر العالم بأسره نتيجة سوء عاقبة تلك الثورة المزعومة وبالأخص العالم الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة الحكيمة تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
وليس التقارب السعودي الإيراني جاء بدون وساطة أجنبية، ولكن برعاية صينية وفق مبادئ السلام واحترام سيادة الدول دون التدخل في شؤونها الداخلية.
ومن ظن أن التقارب الإيراني السعودي انهزام للسعودية فهو مخطئ في تصوره، بل الأمر بالعكس، إنه انتصار عظيم للسعودية بعد نمو نهضتها ورفعة مكانتها العالمية مقابل تدهور الاقتصاد الإيراني.
ولا يمكن للمملكة العربية السعودية التي تقود سياستها الإستراتيجية بجولات عالمية، وإصلاحيات داخلية، وأصبح زعيمًا كبيرًا إقليميًا ودوليًا وإسلامًيا، وهو صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أن تسلك مسلك الانعزال الدولي، وتختار طريق الحرب والدمار، وجر المنطقة إلى الصراع، بل العكس اختارت الانفتاح دون الانغلاق مع المحافظة على الثوابت، وعلى هذا جاء التقارب السعودي الإيراني الذي يكشف النقاب على أن المملكة العربية السعودية ريادتها للعالم بالأعمال الإنسانية القائمة على احترام سياسة الدول وسيادتها.
وزيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في الأسابيع الماضية لمدينة الرياض بعد لقائه مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا، رحَّب الجانبان التعاون المشترك فيما بينهما تمهيدًا للقاء قادة البلدين من دون تحديد موعد الزيارة.
كل ذلك يأتي في رؤية السعودية للسلام ومن ذلك السلام لمنطقة الشرق الأوسط التي تُشكل جزءًا كبيرًا من الخريطة الدولية.

– إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

نور الدين بن محمد طويل

إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى