استنكر الدكتور سعد البازعي أستاذ آداب اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود، الرأي السابق للوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي، بشأن ربط التعليم الجامعي بسوق العمل، مؤكداً أنه كان غير موفق وللأسف أنه ما يطبق الان.
وقال “البازعي” في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”: “السبب أنه يلغي معارف وعلوم كثيرة لأنها غير مطلوبة في سوق العمل، من يريد في سوق العمل تخصصات مثل: الفيزياء النظرية أو الفلسفة أو علم الاجتماع أو الدراسات الأدبية؟”.
وأضاف أستاذ آداب اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود: “هذه معارف صنعت الحضارة مثل غيرها من المعارف، وينبغي أن تتاح لمن يريدها لكي نصنع حضارة، إن لم يردها سوق العمل فتطورنا يحتاجها”.
وجاءت التعليقات متوافقة مع رأي الدكتور سعد البازعي، حيث قال حساب باسم “خلود”: “رأيك هو الصواب، العلم للعلم، لبناء الحضارات، لفهم الذات، لمعرفتها، السائد الآن مؤسف، أسمع طالباتي يرددن دائمًا: لماذا أدرس هذه المادة؟، ماذا سأستفيد إن عرفت الأدب العربي ودرست البلاغة! ويحزنني جدًا أن هذا هو السائد”.
وأضافت يسرا الرفاعي في تعليقها: “إقصاء وتهميش العلوم الإنسانية غريب وعجيب، ما فائدة إخراج موظفين لسوق العمل بلا عقول مفكرة؟، سوق العمل يمكن أن تديره آلة، لكن الحياة التي خلقنا الله لإعمارها والعبادة والتفكر لا تُدار إلا بالفكر، وهذا الفكر توقظه وتنعشه دراسة العلوم الإنسانية”.
واتفق شاكر الشريف مع الآراء السابقة، معلقا: “صدقت دكتورنا الفاضل.. ربط التعليم بسوق العمل غير موفق، وربما هذا جزء من تسليع التعليم، وهي أن نخضع التعليم للعرض والطلب، التعليم للحياة وليس للوظيفة فقط”.
وعلق يزيد بن إبراهيم الماجد قائلا: “اتفق معكم يا دكتور، لذا لا تزال الجامعات في العالم وكذا الحال في جامعاتنا تُخرج تخصصات لا يحتاجها سوق العمل، ولكن كل العلوم لابد أن تستمر باقية وتتطور، فعلى سبيل المثال مازالت كليات اللغات والترجمة والكيمياء والتاريخ… الخ، ضرورة حتمية في كل زمان حتى لو سوق العمل فيه اكتفاء من خريجيها، ثم إن الأصوب أن يتم ربط سوق العمل بالكليات المهنية، والجامعات تبقى على حالها مع تخفيض أعداد القبول في كل قسم لا يحتاجه السوق”.
بينما دافع صالح بن محمد بن مساوي عن رأي الوزير الراحل حول ربط التعليم باحتياجات سوق العمل، قائلا: “قد يكون للقصيبي رحمه الله نظرة معمقة مؤقته لسوق العمل آنذاك، لو كان الوضع الاجتماعي يسمح له تلك الفترة كما هو الآن لكان الوضع مختلف من حيث توطين العمل والوظائف، ولو كان حياً الآن لغير الخطة، الآن لا يجب أن يؤخذ بهذا الرأي، بل نفتح جامعاتنا في كل التخصصات حتى على أقل تقدير إلى ٢٠٥٠”.
0