نسترجع وفي نظرة للماضي الجميل؛ تجربة ذلك الطالب مع رسم الحروف وصياغة الكلمات.. والتي أصقها بمراحل التأسيس والتهيئة والبناء لعقلية الطفل الذي لا بد من ربطه بلغته العربية بمختلف فنونها كتابةً وقراءةً وإلقاءً.
شهدت هذه المرحلة تدريس مواد التعبير لتأصيل مهارات الوصف والحديث عمَّا نمارسه في حياتنا ونتعايش معه، والإملاء لتقوية إجادة الكتابة وصياغة الجمل بطريقة صحيحة، والخط العربي.. الذي كان يسحرنا بجمالياته من نسخ، ورقعة، وثلث وديواني..إلـخ.
من المؤسف حقًا أن تجد خريجًا جامعيًا، ولا يجيد كتابة نصٍ أو إعداد رسالة أو صياغة جملة بسيطة متقنة لغويًا ومستوفاة حقها من النحو والإملاء.. بل وأن البعض من الطلاب والطالبات للأسف يلجأون إلى من يكتب عنهم ويقوم بإنهاء متطلباتهم الجامعية من أبحاث وأنشطة في مختلف الجوانب العلمية من تطبيقية ونظرية.
عندما نستعرض مناهج أبنائنا الدراسية؛ وأنا مع تطورها ومسايرة الرقي بمضامينها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المخزون المعرفي لطلابنا؛ أجد غيابًا لتقوية مهاراتنا وانتمائنا للغتنا العربية.. أين التعبير والإملاء والخط العربي؟!
كانت هناك الإذاعة المدرسية التي يعتلي منابرها الطلاب للتحدث أمام زملائهم، وكسر حاجز الخجل وتقوية جوانب ومهارات الإلقاء، والصحيفة الحائطية الني نجمع بين انتقاء الجمل المعبرة والنصائح التوجيهية.. إضافة إلى إبداع الطلاب فيها إعدادًا وإخراجًا وبمجهوداتهم الشخصية بمكونات بسيطة ومتاحة.
وأستشهد في هذا المقال ببيتٍ للشاعر حافظ إبراهيم.. في حق اللغة العربية:
رموني بعقمٍ في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
0