(هيئة الزكاة والضريبة والجمارك) لفت نظري هذا المُسمى الجديد، وأرى أنه غير متجانس في طبيعة المهام والمسؤوليات، فجهاز الجمارك لو بقي مستقلًا لوحده لكان أجدى وأفضل؛ لأن طبيعة عمله وأنشطته ومهامه تختلف جذريًا عن الزكاة وعن الضريبة، فحتى ولو كان هناك تشابه بسيط فيما يتعلق بالنواحي الجمركية المفروضة على البضائع الأجنبية الواردة إلى المملكة، إلا أن تلك المسألة لا تُشكل إلا جزءًا محدودًا من مهام الجمارك، ثم إنها وُضعت وفق نظام وآلية معينة لحماية وحفظ حقوق المنتجات الوطنية المتوفرة في الداخل بدلًا من تأمينها من الخارج، ولا يخفى الجميع بأن المهمة الأساسية للجمارك هي منع تهريب الممنوعات والتصدي لها وعدم السماح لها بالدخول إلى المملكة؛ وذلك عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، التي يعمل بها جهاز الجمارك بكل اقتدار، وهذه المهمة الجمركية من أولى المهمات وأكثرها ضرورة لحماية المجتمع من براثن الممنوعات المدمرة للمجتمع، سواءً كانت مخدرات أو مسكرات أو خلافه مما يصنف في خانة الممنوعات ..
بينما الزكاة هي جهة معنية بمهمة واحدة فقط، وهي حصر وجمع الزكاة المستحقة على أفراد المجتمع، وتلك مسألة يحكمها الوازع الديني أكثر مما يحكمها النظام ..
أما السيدة (الضريبة) فهي جهاز جديد، وله مهمة واحدة فقط هي جباية الأموال، من خلال فرض نسبة ضريبة ١٥٪ على جميع المشتريات وفواتير الخدمات لجميع أفراد المجتمع، وبالتالي ليس هناك أي تشابه أو توافق بين نشاط الضريبة ونشاط كل من الجمارك والزكاة ..
ومن المعروف في علم الإدارة، أن طبيعة الأعمال ونوعيتها هي التي تحدد إمكانية الدمج من عدمه، فكلما كانت الأنشطة متشابهة لزم الدمج، وكلما كانت متنافرة لا يلزم ذلك، هذا ما رأيته حسب وجهة نظري، ووجهة نظري تحتمل الخطأ قبل الصواب، وفق الله المعنيين والمخلصين، لإفادة هذا البلد العظيم بكل ما يتناسب ويتوافق مع اسمه وثقله الكبير مقارنة بالدول الأخرى.
0