ليست قضية فلسطين قضية عرب ومسلمين فحسب.. بل قضية عالم يحكي كثيرًا عن الأمن والسلام في ظل نظام عالمي اتفق على تقسيم الحدود في ميثاق أممي منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا مضت.. حين استقلت فلسطين عن الأردن، وعن بقية الدول المجاورة في حدود شهد عليها العالم بأسره.. حين أصبحت مواثيق وعهود في عالم يريد للصراعات التاريخية من حروب متطرفة نهاية عقلانية خسر بها الإنسان ومازال يخسر.. حين كان لا يحفظ تلك العهود والمواثيق التي كانت من أجله؛ فلقد كان شعب فلسطين نموذجًا للعالم في التعايش السلمي قبل احتلال إسرائيل التي جاءت من الشتات؛ فجعلت من شعب آخر يعيش شتاتًا بين دول مجاورة وغيرها من دول العالم مع قهر واضطهاد وتهجير وتمييز عنصري؛ فلم تكتفِ إسرائيل بحدودها والمواثيق الأممية حين كانت فلسطين والدول المجاورة تحافظ على العهود والمواثيق، وتسعى للأمن والسلام مع دولة لا تقيم للعهود والمواثيق وزنًا حتى آخرها ميثاق إبرهام الذي اجتهدت بها بعض الدول التي وقعت مؤخرًا وفق نموذج التعايش السلمي بين الأديان في القدس، واحترام المقدسات وعدم ممارسة التطرف واستفزاز المشاعر إلى آخره، ولكنها ظلت مجرد أوراق كما كانت غيرها من الأوراق في أرشيف دولة عنصرية مازالت تُمارس كل أنواع الاضطهاد للإنسان، وتبحث عن المزيد من أوراق التطبيع التي تحتفظ بها في الأدراج، ولكن هناك مازال من يحمل عقولًا في هذا العالم تريد التطبيع على منهج إنساني يُحافظ على كرامة إنسان، وليس مجرد كلمات تخالف القوانين وأقوال تخالف الأفعال؛ فهل هناك شعب يُعاني كما يعاني شعب فلسطين؟ وهل هناك انتهاك للتعايش السلمي كما يفعل متطرفو إسرائيل؟ وهل هناك نظام إنساني بمعنى تلك العبارة يقبل أن يضطهد شعب بأكمله ويتجاهل هذا الإجرام الذي لم يشهد له العالم مثيلًا فماذا بعد من التطرف؟!
خلاصة المقال
ألم يحن للتطرف أن يصمت في عالم اليوم.. حين تتحدث العقول وتصرخ القلوب كفى أو مازال التطرف بمفهوم تمييز عنصري.