المقالات

حتى أنت يالشاهي .. طاير في العلالي!

*الزائر للأسواق والمحلات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية يلحظ زيادة مضطردة في أسعار الكثير من السلع والمواد، وفي كل شهر أو شهرين يحدث تغير جذري لسلعة جديدة لكن المُلاحظ أكثر أن الزيادات وصلت إلى سلع عُرفت واشتهرت بأسعارها الثابتة وبتفاوت طفيف يزيد وينقص منذ سنوات طويلة، ولعل آخر ما وقفت عليه على سبيل المثال إحدى شركات الشاي المشهورة، والتي عُرفت بثبات سعر العبوة وتحديدًا التي تحوي 100 كيس بسعر 14 ريالًا قد تزيد أو تنقص بشكل بسيط إلا أن المفاجأة أن سعرها الآن وصل إلى 25 ريالًا يعني بزيادة 11 ريالًا دفعة واحدة !
أما متى ؟ وكيف ؟ ولماذا لم يمروا على باقي الأرقام حتى يصلوا للـ 25 ؟ فالعلم عند الله !
*طبعًا منذ العام الماضي 2022م حدثت ارتفاعات كبيرة في كثير من السلع والمواد وبأعذار مختلفة أكثرها غير منطقية، ومن ذلك وعلى سبيل المثال قطاع المطاعم والذي كان له قصب السبق بزيادة أسعار الوجبات بقفزات كبيرة، والأغرب والأعجب في المطاعم تحديدًا أيضًا أن الزيادة في الأسعار قابلها نقص في الأوزان سواء وجبات اللحم أو الدجاج بل أصبحت بعض المطاعم تُقدم وجبة الدجاج؛ وكأنها حمام وقِس على ذلك باقي الوجبات !
والآن في هذا العام شملت الارتفاعات المُدبلة للعديد من السلع، ومنها: الأجبان والحليب والبيض، وزيوت الطبخ والأرز، والسكر والحلوى والعصائر بأنواعها ومواد النظافة، وزيوت وكفرات وتأمين السيارات وتذاكر الطيران الداخلية، والتي جعلت البعض يضطر للحجز من مطارات خارجية للوصول لوجهات محلية؛ هذا بخلاف أسعار المواشي والتي وصلت ومنذ عيد الأضحى ومازالت أسعارًا قياسية وغيرها الكثير الكثير.
*وأمام كل ذلك وخوفًا مما قد يأتي مستقبلًا تظهر الأهمية والمسؤولية القصوى لوزارة التجارة، وأيضًا لجمعية حماية المستهلك لاستشعار مسؤولياتهم ولعل وعسى أن يسهمان في كبح تلك الارتفاعات الجنونية وغير المبررة والتلاعبات التي قد تصاحبها استغلالًا للوضع، وكل هذا يدفع ثمنه كما هو معروف المواطن وخاصة البسيط من ذوي الدخل المحدود، وهم السواد الأعظم.

(المهم والأهم في كارثة قرود البابون)

*كشف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالأسبوع الماضي “أن مرحلة دراسة مشكلة تزايد أعداد قرود البابون انتهت وبدأت مرحلة المعالجات الميدانية لهذه المشكلة”، وشاهدنا مقاطع لأقفاص ضخمة تمتلئ بالقرود وعقبال البقية الباقية منها، والتي بالفعل تسببت في مشاكل وأضرار بيئية واقتصادية واجتماعية بل وصلت للاعتداءات الجسدية وترويع الأطفال كما في حالة الطفل الذي نجا بأعجوبة مؤخرًا بالطائف، وقد تكون الأضرار الصحية هي الأخطر بل أجزم أن هناك الآن ما هو (أهم) من دراسة أسباب تزايد أعدادها وهو تقييم أضرارها والأمراض والأوبئة التي من الممكن أن تكون قد نقلتها للإنسان –لا سمح الله-، وهو ما كان المركز يؤكد عليه منذ بداية الشروع في دراسة المشكلة؛ حيث وضع التزايد وتقييم الأضرار جنبًا إلى جنب، وحقيقة أتفق مع ما ذهب إليه الزميل الكاتب محمد العمري هنا في صحيفة “مكة” الإلكترونية قبل حوالي الشهر بعنوان “ظاهرة وكارثة القرود بين عامين” وتحديدًا حين ذكر “أنه قد يكون لها دور في زيادة أعداد الإصابة بمرض السرطان ببعض القرى والمناطق بالسنوات الأخيرة”، ويكفي للتدليل على صحة ما ذهب إليه الزميل أن يأخذ الإنسان جولةً صباحًا بالمنتزهات أو بعض الحدائق سواءً في الطائف أو الباحة أو النماص أو أبها؛ حيث سيجد القرود تتجول وتلهو بألعاب الأطفال، وسيجدها متربعةً على مقاعد المطاعم والمقاهي والكشكات، ووُجد الكثير منها يُمارس هواية السباحة عبر خزانات دورات المياه بالمتنزهات أو المنازل هذا بخلاف تسللها إلى البيوت والأحواش ثم ماذا يحدث بعد ذلك؟
يأتي الزوار عصرًا أو قبل ذلك فيتجه الأطفال للعب بتلك الألعاب، ويأتي المتنزهون ويتناولون وجباتهم على ذات المقاعد التي كانت مرتعًا للقرود، ويستخدمون دورات المياه -أكرمكم الله- وبعد كل هذا لا يمكن إلا أن نقول:
يارب سلّم سلّم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى