سُئِلَت امرأة جميلة تجاوزت الخمسين من العمر، ولها من الثقافة وتجارب الحياة ما يكفي للإجابة عن أي سؤال يطرح عليها، بفضل الله ورحمته.. ما الذي يستحق المغامرة من أجله في حياتك؟!
أجابت: شيئان أغامر من أجلهما في حياتي:
وطن آمن مستقر، أعيش فيه بسلام حتى الممات، والدفن بأرضه.
ورجل تجاوز الستين عامًا من عمره.
سألها: ولماذا بهذا العمر؟!
أجابت قائلةً: الذي تجاوز الستين من العمر يستحق المغامرة من أجله.
قال لها: إنه كَبُر في السن، وليس له الحق أن يعشق؟!
وهل من تجاوز الستين نحرمه الحب والعشق فكيف يعيش؟! الحب والعشق والجنون كالأنفاس!
هكذا ردت عليهم قائلة: أنتم مخطئون. لا يفهم العشق إلا الكبار يا سادة:
فالرجل بعد الستين بحر رجولته عميق، ويجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة فيها والتأقلم معها !
وهو أيضًا كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا الذواقة، والمتبحر في هذه الثقافة.
الرجل بعد الستين لا يُقَاسُ عُمره بالسنين والأعوام، وإنما بكثرة التجارب والخبرات والمميزات التي اكتسبها تدريجيًا، وفتحها الله عليه. فأنا أعتبره مثل النبتة كلما أغدقت عليه بالحب والاهتمام زدادت رجولته، وقوي عنفوانه، وأشرق شبابه من جديد. تجده مع قوة خبراته المكتسبة؛ فهو حنون أيضًا في براءته وصدق مشاعره. يجمع كل مراحل العمر في سلة واحدة.
فهو مجنون حين يحب، وطفل حين يبكي، وناضج عند المواقف الصعبة. كل هذا وأكثر لا يكون إلا مع امرأة علمت مواطنه لتحتويه وكيف تهتم به، فليست كل أنثى امرأة ناضجة مُتفهمة للحياة.
أعتبره جميلًا كالسلام، وقويًا كالحرب، ورقِيقًا كالخيال، وعاقِلًا كالمنطِق، ومجنونًا كالتارِيخ، وعظيمًا كمقاتل يُدافع عن أرضه وموطنه بكل ما أوتي من قوة، لا يفرط في ممتلكاته وشريكته.
هو ورد على ورد، ونبع من الحنان. لا يجف ولا ينضب. طالما هناك اهتمام متواصل وعفوية وشفافية مجنونة من كلا الطرفين.
هُو رجل إغريقي الهوى، فرعوني العشق، بابلي الإحساس، شامِي الشعور، عربي الشهامة والغيرة، نجدي المروءة. وإن ابتسم وجد ألف كوكب يدور حوله دون منازع.
هذا الرجل عندما يحب يكون صادقًا، وعشقه بجنون مفتون بما لديه من شريكة تبادله وتغدق عليه دون حساب كما يفعل معها بدون طلب من كلاهما، فكل منهما يعرف ماذا يريد من الطرف الآخر، وكيف يكون الإغداق، فهذا كل ما ترجوه وترغب به وتهدف إليه أَيّ امرأة في الوجود تخطت الخمسين.
لا تبخلوا على من تجاوز هذا العمر من رجال أو سيدات بكل اهتمام ورعاية حتى لا يدفنوا وهم مازالوا أحياء !
شكرًا لمن أعطاني هذه المساحة؛ لأخرج مكنونات الصدر على السطر.
1
أشكرك دكتورة سحر وأشكر المرأة الجميلة التي تجاوزت الخمسين ، أشكركما على هذا الفيض الباذخ من المشاعر النبيلة تجاه رجل الستين ، وأزيد الشكر أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع الستينيين ، فقد شعرنا بإنصاف وتزكية وعدل ممن حباها الله جمالاً وخبرة لتعلن بوح صدرها ورأيها السديد ، لو أعرف تلك المرأة الخمسينية لقبلت رأسها ومنحتها وسام التميز وتاج الوقار ، فقد قالت ماينعش القلوب ويشفي الصدور ، ويعيد للستينيين عزهم وقيمتهم ومكانتهم التي يستحقونها .