المقالات

الحوثية صناعة للأكاذيب وغذاء للإرهاب

تسعى عصابة الحوثي بشتى الطرق الهروب من صرف المرتبات، ومن مواجهة تلك الاحتجاجات، وتلقي باللوم على المطالبين بالراتب، وتصفهم بأنهم خونة وعملاء لأمريكا وإسرائيل وحمقى ويصفهم أهبل مران الإرهابي عبد الملك الحوثي أنهم كبني اسرائيل.
تصريحات تهدف إلى تشويه صورة المطالبين بالراتب، وإلصاق التهم بهم للتغطية على افتقار الحوثيين للإرادة السياسية لصرف المرتبات. فعلى الرغم من تلقي الحوثيين تمويلًا كبيرًا من نفط العراق بتوجيهات إيرانية، وكشف ذلك رسميًا في برلمان الحوثي، وليس تجنيًا ومنحهم العديد من الموارد الاقتصادية، الإيرانية ودعمهم بالسلاح وتجارة المخدرات وضبطت العديد منها في البحر أو في مناطق الشرعية اليمنية ونهب إيرادات ميناء الحديدة والرسوم الجمركية والضرائب والنفط القادم مجانًا كهبات وفوارق الأسعار للمشتقات النفطية، والذي استخدمته المليشيا في السوق السوداء والإيرادات المختلفة والذي وصلت إجمالي الإيرادات الحكومية إلى ثلاثة تريليون ريال يمني إلا أنهم يفضلون استخدام تلك الموارد؛ لتمويل أنشطتهم الإرهابية بدلًا من استخدامها لصرف المرتبات، وتحسين حياة المواطنين.
تتبع عصابة الحوثي استراتيجية مشبوهة قديمة- جديدة تهدف إلى تجويع المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك بهدف ضمان استمرارها في السلطة. فالشعب اليمني الذي يعاني من الفقر والبؤس يصبح سهل الاستغلال في عمليات التحشيد والتجنيد إلى جبهات القتال، حيث يتم استغلال حاجتهم الماسة للحصول على مساعدات وإعانات لأسرهم، وتبقيهم على قيد الحياة في ظروف صعبة.
إن هذا الاستغلال اللا إنساني للمواطنين اليمنيين يتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية، ويشير إلى غياب أي شكل من أشكال الرحمة والرأفة من قبل الحوثيين. إنها استراتيجية خبيثة تهدف إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب معاناة الشعب اليمني.
يجب أن ندرك أن عصابة الحوثي لا تهتم بمصالح الشعب اليمني ولا تبالي بمعاناته.. إن تصريحاتها الكاذبة والتهم الملفقة ضد المطالبين بالراتب تعكس غياب الإرادة السياسية؛ لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العمل بكل جدية لوقف هذه الممارسات الإجرامية والضغط على الحوثيين لصرف المرتبات، وتحسين حياة الشعب اليمني.
إن الحرب التي تعصف بالبلاد لم تكن اختيارًا للشعب اليمني، بل فُرضت عليهم بالإضافة إلى ذلك، ترى مليشيا الحوثي في السلام الحقيقي نهاية لمشروعهم الذي يرتبط بولاية الفقيه ومليشيات إيران وبالتالي، فإن الالتزام بالمرجعيات الأساسية الثلاث يُعْتَبَر الطريق الوحيد لتحقيق السلام، وإنهاء العنف والفوضى في اليمن، نراهن أنها لن تقوم بذلك؛ لأننا على يقين أن من يعطي الآخر السلاح المدمر، والألغام المتفجرة لن تكون يومًا مع السلام، أو مع مصالح اليمن ووحدته.
ينبغي أن يدرك المجتمع الدولي أن الحوثيين وميليشياتهم بحاجة إلى عملية تهيئة ليصبحوا جاهزين للسلام. فمليشيا الحوثي تبحث عن سلام تكتيكي، يستخدمون من خلاله عملية المفاوضات كغطاء لتنظيمهم الجهادي والعسكري. مهمتهم الأساسية هي إلهاء المجتمع الدولي، وإمتصاص جهوده، و تمييعها؛ لكي يتسنى لهم مواصلة الحرب. يجب أن يتم التصدي لهذه الاستراتيجية ووضع الحد لتلاعب المليشيا الحوثية بعملية السلام.
الحل الشامل في اليمن يكمن في تحقيق الوحدة، وتجاوز التجزئة، فتجزئة الحل تخدم المليشيا فقط، وتعطيهم مساحة للتفاوض على بنود تخدم مصالحهم، مثلما حدث في اتفاق ستوكهولم.

يرغب الحوثيون في تنفيذ البنود التي تخدمهم فقط، ثم يتهربون من تنفيذ البنود الأخرى، ويظلون يراوغون ويتنصلون من التزاماتهم، وهذا يعوق عملية التسوية السياسية ويعطل جهود السلام.
على الجهات الإقليمية والدولية أن تعمل على توجيه جهودها؛ لدعم القانون وعدم المفاضلة بين منطق القانون، ومنطق العنف.
فمليشيا الحوثي تعمل بشكل مستمر على تغذية الإرهاب، وتستخدم عناصر إرهابية في تنفيذ أجندتها ويظهر التنسيق والتخادم بين مليشيا الحوثي، والحركات الإرهابية بشكل واضح، ويجب أن يتم محاسبة الحوثيين على تلك الأعمال الإرهابية وتطبيق القانون عليهم.
ينبغي الالتزام بالمرجعيات الأساسية الثلاث وتغيير الأدوات القائمة، وتوجيه الجهود لدعم القانون، ومحاربة الإرهاب وأن يتم الحفاظ على الوحدة واستعادة مؤسسات الدولة، فالتجزئة تخدم فقط مصالح المليشيا، وتعطل عملية السلام.
إن السلام في اليمن ليس مجرد تصريحات وأقوال، وليس مجرد غطاء سياسي للمليشيا الحوثية، بل هو متطلب أساسي لتحقيق الاستقرار والرخاء للشعب اليمني عامة.

نزار الخالد

كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى