المقالات

مملكة العطاء

من فضل الله سبحانه وتعالى على المملكة العربية السعودية وقيادتها ومواطنيها أن جعلهم في موقع الريادة والقيادة، وأكرمهم بشرف الخدمة للحرمين الشريفين، والمتأمل في كتاب الله -عز وجل- يرى مكانة الخدمة وشرفها جلية واضحة (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة: 125) لا شك أنه سيدنا إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- خير وأفضل وأعظم من الطائفين والعاكفين في البيت، ولكن لما كانت الخدمة شرف أكرم الله بها سيدنا إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-. وقد قامت المملكة العربية السعودية بقيادتها المباركة بهذه المهمة منذ قيام هذه الدولة المباركة خير قيام من توسعة للحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين، وخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والعلم الشرعي والعلوم التي تخدم الإنسانية كلها انطلاقًا من واحب إعمار الأرض وخدمة البشرية.
‏وهذه الدولة المباركة ترى آثارها جلية واضحة في مشارق الأرض ومغاربها في إغاثة الملهوف، ونشر العلم وبناء الصروح الحضارية الكبرى الشاهدة على كرم هذه الدولة. فلقد استفدت أنا وغيري من المنح الدراسية التي تُقدمها المملكة العربية السعودية لأبناء العالم الإسلامي لتلقي العلوم الشرعية والإنسانية، ونحمل جميعًا حب هذا البلد وقيادته. فمن خريجي المنح الدراسية اليوم مفتون وعلماء ووزراء ودبلوماسيون ينتشرون في بقاع الأرض محملين بالعلوم والثقافة وعادات وتقاليد هذا البلد الكريم.
وفي هذا العهد المبارك نرى جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية تؤتي ثمارها بإحداث نقلة نوعية كبيرة في حياة الوطن والمواطنين. فقد رفع سقف الطموح عاليًا ببناء مدن عالمية قل مثيلها والحوكمة الإلكترونية والانتقال بجودة الخدمات التي تُقدم للحجاج والمعتمرين إلى مستوى غير مشهود. جاء في تخريج مشكل الآثار بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أراد الله -عز وجل- بعبده خيرًا عسله، وهل تدرون ما عسله؟ قالوا: الله -عز وجل- ورسوله أعلم، قال: يفتح الله ‏-عز وجل- له عملًا صالحًا بين يديه موتي حتى يرضى عنه جيرانه أو من حوله”؛ فكيف بمن ترضى عنه أمته ومواطنوه. نسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، وأن يُديم عليهم نعمه، إنه ولي وذلك والقادر عليه.

-مستشار الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية لشؤون الفتوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى