المقالات

لماحات مُخيفة في الأفق

يبدو أن العالم العربي يتجه نحو الفوضى العارمة الخلاقة التي تنبأت بها وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندليزارايس)، فمنذ ظهور الربيع العربي، وهو اللقب المزور في نظري والأصح (الخريف العربي) نلحظ اتجاه عالمنا العربي في الطريق المنحدرة، سقطت العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، في الحضن الإيراني بدعم أمريكي ظاهر وخفي، بينما تتخبط ليبيا في كوارثها حتى الآن ، ثم لحقها السودان في حرب أهلية، وخلافات متأزمة تستعصي على الحل، بسبب تدخل العنصر الأجنبي (أمريكا) ودعم لوجستي لم تتحمل أمريكا منه دولارًا واحدًا، وتصدت له بأريحية حمقاء دويلة خليجية صغيرة وثرية، مقابلة الزعامة الوهمية، وإطلاق اليد في زرع المؤامرات، والمكايد، وإثارة الخلافات البينية بينَ العرب، وصناعة الزعامة الوهمية من ورق مجوف، وتصارع تونس حاليًا على البقاء، والعجيب الصمت العربي المطبق حول عبث المليشاوي الأمي راعي الإبل، ومالك مناجم الذهب في جنوب السودان، والذي تُقدر ثروته (١٥ ألف مليون دولار ) المدعو (بحمدتي) والمستقرئ لعملاء إيران على اليوتيوب ووسائل التواصل، يلاحظ محاولة شق الصف العربي وتوريطه في الأزمات بالتطبيل حينًا والشتم والسباب حينًا آخر، ودق أسفين في العلاقات العربية العربية، ولا سيما مع مصر، بالنفخ في صناعة خلافات كاذبة لا حقيقة لها على الواقع المنظور، والعجيب كل العجب عدم تدخل العرب لصالح حكومة البرهان، ومساواة المجرم (حمدتي) بالضحية (السودان وحكومته الشرعية)، وأحسب أن المرحلة التالية مصر، إذا فشل العرب في انتشال السودان من مصيبته، ثم تليها الأردن، ثم دول الخليج العربي الواحدة تلو الأخرى، لتصبح إيران، وإسرائيل، اللاعبيِن الوحيدين على الساحة العربية، ويبدو أن نموذجي (حمدتي، وحفتر) هو الخيار الأمثل لدى المخططين الإستراتيجيين الأمريكيين، وإثارة نكبات العالم العربي القادمة وتطبيق نظرية (الفوضى الخلاقة)، وما لم تسارع الدول العربية بدعم حكومة البرهان وقلب ظهر المجن للضغوط الأمريكية، وإنهاء أزمة السودان عاجلاً فسوف تدور قطب الرحى بدقيقها المسموم، وأخص بالذكر جارة السودان الكبرى (مصر) فإن الحبل على الجرار لا محالة واقع مالم تبادر مصر بإنقاذ السودان من المصير البائس الذي ينتظره، وكما قالت العرب: أنج سعد فقد هلك سعيد، فالقضية لا تحتاج إلى مزيد من الذكاء، أو التحليل الدقيق، فتدخل العرب لصالح حكومة السودان لهو أمر ضروري وعاجل، ولا يحتمل التأخير بأي وجه من الوجوه.
فهل من سامع ومستجيب قبل هبوب الطوفان ؟؟!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى