الباحة – تقدم اللجنة الوطنية لرعاية السجناء “تراحم” بمنطقة الباحة إسهامات واسعة لرعاية السجناء، والمفرج عنهم في المنطقة، وتضم في عضويتها عدداً من الجهات الحكومية التي تعمل على تطوير الوسائل الكفيلة برعاية النزلاء، والمفرج عنهم وأسرهم، وتحسين حياتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً، وإعادة تأهيلهم بما يكفل لهم حياة كريمة، وإجراء الدراسات العملية التي تعمل على إصلاح الفئات المشمولة بالرعاية .
صحيفة “مكة” الإلكترونية حرصت على مقابلة رئيس مجلس إدارة لجنة تراحم بمنطقة الباحة، سعيد بن محمد مخايش الزهراني، لتسليط الضوء على ما تقدمه اللجنة من خدمات جليلة، من خلال رؤيتها وأهدافها ومساراتها والأثر الذي يجنيه السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، عبر الحوار التالي:
– ما هي رؤية ورسالة “تراحم”؟
أولا نرحب بكم في لجنة “تراحم الباحة”، حيث نرى أن الإعلام شريك رئيسي لدعم نجاح اللجنة الوطنية لرعاية السجناء التي تعمل على تحقيق رسالة سامية نحو كافة شرائح المستفيدين من خدمات اللجنة، وتتمثل رؤية اللجنة في تقديم عناية تنموية متكاملة بإحسان وإتقان، ودعم السجناء والمفرج عنهم وأسرهم سلوكيا وأسرياً ومهارياً، لإعادة دمجهم في المجتمع عبر منظومة متكاملة من البرامج والخدمات التنموية والشراكات المجتمعية.
– ما الأثر الذي يجنيه السجين مما تقدمه اللجنة؟
اللجنة تعمل على استثمار وقت السجين وتقديم برامج تمنح السجين القدرة على العودة للحياة بصورة إيجابية تحمل قيم المجتمع، ليكون محباً لوطنه، معتزا بقيادته ويسلك حياته بصورة سوية واثقاً بنفسه وبقدراته مشاركاً في تنمية وطنه نافعا لنفسه وأسرته.
– ما هي البرامج التي يتم تقديمها للسجين بعد الإفراج عنه؟
المفرج عنه يتلقى الدعم النفسي والمعنوي والمادي من خلال عدة برامج مخصصة، تهدف إلى عدم العودة للجريمة وتهيئته للحياة السوية، إلى جانب توفير سبل الحياة الكريمة من خلال تهيئة الفرص الوظيفية المناسبة له وتهيئته لسوق العمل، ودمجه في المجتمع بما يمكنه من البدء في حياة كريمة، كما تعمل اللجنة على رعاية أسرة السجين من خلال منظومة متكاملة، عبر ثلاثة مسارات تضم 23 خدمة لسد الاحتياجات الأساسية لهم من غذاء وكسوة ودعم مالي ورعاية طبية ومسكن، إلى جانب الدعم النفسي والمعنوي من خلال برامج الإرشاد والاستشارة وتمكينهم من أداء العمرة، إضافة إلى تطوير مهارات أسر السجناء من خلال عدد من برامج تدريب وتعليم وريادة أعمال وتوظيف.
– ما هي أهداف وخطط اللجنة المستقبلية؟
اللجنة تسعى لتحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، كما تعمل حاليا على تحويل جميع المستفيدين من اللجنة من مرحلة الرعوية إلى المرحلة التنموية، إضافة إلى التخطيط لحصول “لجنة تراحم الباحة” على المركز الأول على مستوى لجان تراحم بمناطق المملكة في مؤشرات الأداء والفوز بجائزة التميز بإذن الله.
– حدثنا عن رحلة المستفيد في تراحم الباحة للوصول إلى خدمات اللجنة؟
– تبدأ الرحلة بالتسجيل من قبل السجين نفسه أو أسرته بتعبئة استمارة تسجيل مبدئية وإكمال كافة الأوراق الثبوتية المطلوبة لفتح الملف، ليتم بعد ذلك البحث الميداني ودراسة حالة المستفيد وتحديد احتياجاته وفق حاسبة احتياج معتمدة، بعدها يتم رفع طلبات المستفيد عبر منصة تراحم الالكترونية، والبدء بتقديم الخدمات التي يستحقها المستفيد وفق احتياجاته وعلى ضوء الضوابط والشروط التي تنظم عملية الاستحقاق للخدمات مع أهمية قياس رضا المستفيد عن الخدمات التي تقدم له، ودراسة أثر ونتائج هذه الخدمات على الأسرة المستفيدة.
– ما أبرز الخدمات التي تقدمها “تراحم الباحة” لتأهيل السجناء؟
تسعى لجنة “تراحم الباحة” لتقديم عدة خدمات بالتعاون مع مراكز التأهيل والتدريب، بتقديم دورات تخصصية داخل السجون تبدأ بتقديم الدعم النفسي والمعنوي بما يحقق لهم عدم العودة للسجن بعد الإفراج عنهم، وذلك ضمن أهداف الخطة الاستراتيجية الرامية إلى دعمهم وتقليل الآثار السلوكية والنفسية التي تلحق بهم، إلى جانب تقديم برامج تعمل على تعزيز الثقة بأنفسهم، وبرامج ترفيهية مع توفير ملاعب خاصة لهم، وتقوم اللجنة بتقديم دورات تأهيل وتدريب على المهارات والحرف والأعمال التي يتطلبها سوق العمل، بجانب توفير ورش ومعامل خاصة للأعمال اليدوية بما يسهم في تنمية مهاراتهم الحرفية، كما تقوم اللجنة بالتعاون مع الجهات التعليمية لإكمال دراسة السجناء ورفع المستوى التعليمي لهم وتأهيل النزلاء المنتهية محكومياتهم على الاندماج في المجتمع وفق برامج الرعاية اللاحقة، وإجمالاً فإن لجنة تراحم الباحة قدمت خلال العام 2023 م، قدمت 16 برنامجاً للسجناء شملت مجالات الدعم والتمكين والتأهيل والتدريب والتعليم والتنمية المهارية والمعرفية والشؤون الحياتية والاستشارات والإعداد لسوق العمل وريادة الأعمال وقياس أثر برامجها وتقويم الأداء والبحث عن التطوير المستمر للبرامج المقدمة.
– هل تحظى اللجنة بدعم الجهات الرسمية في المملكة؟
بحمد الله تحظى اللجنة بالدعم والتوجيه والمتابعة المستمرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة يحفظه الله، مع حرص سموه الدائم على نجاح وتحقيق أهداف اللجنة، فيما تتلقى اللجنة المؤازرة من الجهات الحكومية والأهلية ورجال الأعمال بالمنطقة، مع دعم وتعاون إدارة السجون بمنطقة الباحة التي تعد الشريك الأول والداعم الرئيسي فيما نقوم به من خدمات، وبإذن الله ستستمر اللجنة في تطوير أدائها بما يحقق التطلعات ويعود بالخير على السجناء وأسرهم والمفرج عنهم وبما يسهم في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة.
– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
ختاما يسرني أن أقدم شكري وتقديري لسمو أمير المنطقة الداعم الأول لجميع نشاطات اللجنة، كما أشكر كل مشارك وداعم ومساهم، راجياً من الله التوفيق والعون والسداد.