المقالات

واقع ملموس

أبدأ حروفي سيداتي سادتي بالانتباه لكل صغيرة وكبيرة حتى لا تهدم البيوت ويتشرد الأطفال، مشاعر صغيرة وقليلة نبثها لمن نحب بين الفينة والأخرى سبب في الاستمرارية والراحة، كلٌ منا أتعبته الحياة، وملل من روتينها، فلنقدر بعضنا البعض ببعض كلمات الحب والاحترام، وجعل الاهتمام متبادلًا؛ كون هذا الفعل مع الديمومة يكون كالمنشط للعشرة، ليست الكلمات الجميلة حكرًا على الزوجين، بل حتى مع الأبناء والوالدين والصحب الكرام، حتى من نقابله لا بد من الابتسام فالدنيا لا تستحق وكذلك الابتسامة مجانية، وتُعتبر صدقة كما أخبرنا معلمة الإنسانية ذلك، فلنحتذي حذوه وننشر الكلمات الجميلة مع بعضنا البعضنا عرفنا أو لم نعرف. كما نحتاج للوجبات والراحة، نحتاج أيضًا لبعض التسامح والتغافل، من هنا أقول: إن العطش ليس للماء فحسب؟!
‏أحيانًا نكون عطشى لكلمة تجبر خاطرنا، وتواسي دمع القلب، وجنون العاطفة الجياشة، وهوس الحب الصادق.
‏عطشى لمكان صغير يُشعرنا بالأمان والحب والحنان، ويحتوينا فيه الدفء في هذا العالم الكبير!
عطشى لحضن صادق ونقي.
‏عطشى لبعض من العافية لمن أتعبهم السقم، وطاردهم الألم ودمرهم الحزن!
‏عطشى للوفاء، للعرفان، لكلمة شكرًا بكل حب وحنو وإخلاص!
‏لجزيل العطاء الذي قدمناه، وأحيانًا نكون عطشى للقاء طال أمده، ومازلنا ننتظره، على أمل العناق والاحتضان بالأرواح والعيون قبل الأذرع والتحام الأجساد.
اشتقت لأحبةٍ غابت أصواتهم عنا قبل أجسادهم!
‏بعثرني الشوق العذب لاهتمام فقدناه ممن نحب، ولا نعلم ماذا تم جنيه من هذا الصنيع حتى الآن!
حقيقةً لا يمكن لأي شخصٍ أن يتجاهلها: حين نعطش نروي عطشنا بقطرات نستجرها من ذكريات الماضي الجميلة، فنبتسم حتى نشعر بالارتواء، وحتى نبعد تلك الغصة الأليمة التي تعصر الدمع قبل الفؤاد!
كل هذه الأمور مازالت مجانية، وفي متناول اليد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى